آخر تحديث :الأربعاء - 12 فبراير 2025 - 02:15 م

كتابات

المتحدة تخالف ميثاقها الاممي في تحويل العمل الانساني إلى سياسي
تساؤلات حول توطين النازحين في الجنوب

الأربعاء - 12 فبراير 2025 - 12:17 م بتوقيت عدن

تساؤلات  حول توطين النازحين في الجنوب

قاسم عبدالرب العفيف

النزوح وما وراء النزوح 


أعلنت الشرعية وعلى الهواء مباشرة وعبر أحد قادتها في بداية الحرب بانها "لن تسمح بتنمية الجنوب المحرر وستمنع عنه الدعم  الواجب القيام به  حتى لا يتقوى فيه الاتجاه  الانفصالي" مثل هذا الاجراء العنصري لم يكن وجهة نظر فردية من قبل قائد سياسي طائش لا يفهم الف باء السياسة بل  كان سياسة معتمدة من قبل الشرعية والدليل بانه  لم يلفت انتباه احد من الاقليم والعالم ولا الامم المتحدة التي شاهدناها تتماهى معه عبر  المنظمات الامم المتحدة العاملة في الجنوب  اما بالنسبة للشرعية فقد بدات  تنفيذها على ارض الواقع  بدعم خارجي  تبادلت فيه الأدوار مع المنظمات الدولية  في جزئية النزوح الذي تحول في الجنوب من نزوح إنساني إلى نزوح سياسي  تحول النازحون الى طبقة متميزة عن السكان الأصليين الذي تمارس عليهم سياسة التفقير والتجويع  والتعطيل التدريجي الممنهج للخدمات حتى وصلت إلى نقطة الصفر حيث تحولت عدن والمدن المجاوره لها لاول مرة في تاريخها منذ اكثر من قرن من الزمان إلى مدينة تسبح  في الظلام لايام متتالية.


اليوم يفاجىء الجميع بان الامم المتحدة توقع  اتفاق مع الرأسمال اليمني الخاص إلى تبني توطين النازحين في مناطق الجنوب هذا الأمر يستدعي الى التوقف مليا كيف للامم المتحدة تخالف ميثاقها الاممي في تحويل  العمل الانساني إلى عمل سياسي تقف مع طرف في الصراع  ضد طرف سياسي آخر استباق للتسويات التي يفترض ان تتم وفق المعايير المعترف بها دوليا  ؟ ولماذا الجنوب يجري فيه التوطين بينما في مارب يرزح النازحون في مخيمات خارج المدن  ؟ ولماذا التوطين في هذه الفترة وبعد توقف الحرب منذ سنوات واصبحت مناطق النزوح اكثر امنا بدليل انهم يغادرون  مناطق نزوحهم في عدن والمناطق الجنوبية الاخرى في الأعياد والمناسبات الدينية دون ان يتعرضوا لاي اذى من اي جهةٍ ولم تتضرر منازلهم وممتلكاتهم لاي. دمار من جراء الحرب  ؟ وهل هذا العمل وراءه اجندات سياسية يجري تحت غطاء النزوح  ومن خلاله تحويل جزء من سكان الشمال للتوطين بشكل رسمي وبمباركة دولية لاجراء تغيير ديموغرافي على  جغرافية الجنوب  ؟ وكيف سيتم تعريف النازح هل سيشمل كل سكان الشمال بحيث  سيتم توزيعهم على محافظات الجنوب لملىء الفراغ في المناطق الشاسعة في مناطق النفط  او سيتم في مناطق محددة ؟  كيف سنفهم تحويل كتل سكانية شمالية تحت مبرر توطين النازحين إلى المناطق الجنوبية  ؟ من تخدم  هذه السياسة  ؟ وما هي الابعاد الاستراتيجية لمثل هذه السياسة في مضمار الامن القومي العربي  ؟ علما بانه  مع نقل  الكتل السكانية سيشمل نقل  كل ما يمثلوه من مذاهب دينية وثقافات وعادات وتقاليد وغير ذلك في ارض لها  مذهبها  الديني الواحد والثقافة الواحدة وكذا العادات والتقاليد الواحدة .


         لاول مرة في  التاريخ يجري نقل سكان من مناطقهم دون حروب تحت مسمى نزوح وتوطينهم تحت غطاء وموافقه أمميه. ماذا جرى للامم المتحدة وهي تخالف قوانينها المعتمدة وتذهب لتنفيذ اجندات سياسية ضد شعب اعزل وامن لا حول له ولا قوة وهي تعرف ان حروب. جرت سابقا  بين الشمال والجنوب بسبب الوحدة السياسية  الفاشلة والتي يصر طرف تحقيقها بالقوة المسلحة فشعاره الوحدة او الموت كيف تقف الامم المتحدة مع الموت وترفض حياة شعب باكمله  ؟  كيف تناقض قراراتها التي اتخذتها بحرب  صيف عام 94 م  ( 924  و931  )  ؟ كيف تمنع شعب من الحرية بعد ان استطاع ان يحقق انتصار شهد له العالم في حرب 2015 م وفي صد غزوة خيبر 2019 م التي كانت تستهدف اسقاط عدن  ؟ وكيف تتجاهل عشرات الالاف من الضحايا بسبب هذه الوحدة التي يصر اصحابها بانها معمدة بالدم ؟  كل هذه الاسئلة وغيرها مطلوب من الامم المتحدة اعادة النظر في سياساتها والنظر إلى نفسها بمرآة القانون الدولي والتي اؤتمنت عليه في تحقيق السلم والامن الدوليين.


مع الأسف سيضع  هذا الاتفاق مصداقية الامم المتحدة على المحك وسيخلق صراع جديد سيخوضه شعب الجنوب يسمى صراع وجودي  لانه بهذا الاتفاق سيخل  بالمعادلة السكانية لشعب الجنوب وسيتحولون إلى اقل من الأقلية السكانية وهذا يعتبر من اشد أنواع العنصرية وحرب الإبادة ضد شعب الجنوب.

   همسه للسياسيين  الجنوبيين والنخب الجنوبية شرعية ومعارضه وقوى قبلية ومدنية وغيرهم انتم اليوم على المحك اما ان تقفوا مع شعبكم للحفاظ عليه من الاندثار والضياع فلا عذر لاحد  منكم  فالطرف  الاخر  رمى  كل خلافاته وتناقضاته جانبا واصبح  متحد  حول نظرته الى الجنوب كفرع  يعود إلى الأصل واعد العدة  لتمرير هده السياسة وقدر ان يطوع الاقليم والعالم للحصول على موافقته فالكره الان في ملعبكم فالامر تجاوز حد الخلاف السياسي  الى  حد التهديد  الوجودي في الحياة .


لا اعتقد بان  شعب الجنوب  سيقيل هذه السياسه التي تنفذ من طرف واحد وعلى ارض الجنوب بينما في مناطق الشمال لا يسمح للنازح إلا ان يعيش في خيمته داخل معسكر محاط بالإسلاك الشائكة


قاسم عبدالرب العفيف

11/2/202