في عصرنا الحالي، نستخدم الساعة بشكل يومي لحساب وقت الصلاة، الإفطار، والسحور، وبالتالي يصبح من المنطقي أن نعتمد على نفس الأسس العلمية في تحديد بداية ونهاية الشهر الهجري. الرؤية التقليدية للهلال، رغم أنها قد تكون مستندة إلى موروثات قديمة، قد تكون مشوشة في بعض الأحيان بسبب عوامل الطقس أو الظروف الطبيعية. لهذا السبب، تعتبر الحسابات الفلكية اليوم الخيار الأكثر دقة لضبط توقيت بداية الشهر الهجري، ما يضمن تحديدًا أكثر وضوحًا ودقة في تحديد الأيام.
في عهد النبي ﷺ، لم تكن هناك تقنيات فلكية مثل التي نمتلكها الآن، ولكن لو كانت هذه الأدوات متوفرة في تلك الحقبة، لا شك أن النبي ﷺ كان سيستخدمها في تحديد بداية الشهر الهجري كما استخدم وسائل أخرى كانت متاحة له. هذا يوضح أن العلم والتكنولوجيا كانا جزءًا من تطور الإنسان في أي زمن، ومن هذا المنطلق، يجب ألا نغفل عن أهمية استخدام هذه الأدوات الحديثة في حياتنا الدينية. إذا كان البعض يتمسك بالوسائل القديمة، فيجب أن نكون متسقين ونعود إلى الطرق التقليدية في كل شيء، وهو ما يعني إلغاء الساعة تمامًا واعتمادنا على الظواهر الطبيعية مثل ظهور الضوء لبدء الإمساك، وغروب النجوم للإفطار.
ألكسوف، الذي يحدث في نهاية الشهر الهجري، فإن هذا الحدث الطبيعي يحمل دلالة هامة على دقة الحسابات الفلكية. الكسوف لا يحدث إلا عندما يكون القمر في موقعه المميز في نهاية الشهر، ما يعني أنه من خلال دراسة هذا الحدث، يمكننا التأكد من صحة التقديرات الفلكية التي تعتمد على الحركة الفلكية الدقيقة. لو قام الناس بمتابعة هذه الظواهر بعناية، لكانت فكرة تحديد بداية ونهاية الشهر الهجري باستخدام العلم الفلكي أكثر قبولًا.
في الختام، نحن بحاجة إلى الاستفادة من تقدم العلم واستخدامه في تحديد مواعيدنا الهجرية بدقة. الحجة التي تقوم على الرؤية المجردة للهلال قد تكون غير كافية في ظل التحديات الطبيعية المتعددة التي قد تؤثر عليها. وبالتالي، فإن استخدام الحسابات الفلكية أصبح ضرورة لضبط تقويمنا بشكل دقيق، وهو ما يعكس تطور فهمنا للزمان والمكان، ويضعنا في مسار أكثر توافقًا مع العصر الحديث.