آخر تحديث :الأربعاء - 02 أبريل 2025 - 09:48 م

كتابات واقلام


الفرق بين مجلس الوزراء اليمني ومجلس الوزراء السوري

الثلاثاء - 01 أبريل 2025 - الساعة 07:08 م

د.عارف الكلدي
بقلم: د.عارف الكلدي - ارشيف الكاتب


إنما نقارن بين هذين المجلسين بسبب أن البلدين العربيين يمران بأوضاع مأساوية متشابهة، فكلاهما بلدان محطمان يحتاجان ضرورةً إلى وزراء استثنائيين -بحسب وصف الرئيس السوري أحمد الشرع- وزراء يصنع كل واحد منهم المنصب ولا تصنعهم المناصب، أي وزراء مؤسسون أكفاء أمناء مبتكرون متناغمون في مهمة تاريخية عظيمة، وهي انتشال وطن محطم من الركام إلى البناء والتنمية.

عندما تأسست حكومة المحاصصة اليمنية الحالية كتبت في صفحتي منشورا متفائلا، وذلك لأني رأيت المشهد من الخارج فقط، وكان الوضع يقتضي توافقا وطنيا وتشاركا في إعادة بناء الوطن المحطّم، فعلق على منشوري أحد المقربين من الطبقة السياسية الذين يعرفون - بحكم احتكاكهم بالقوم- نفسية وعقلية الوزراء وقادة مكوناتهم السياسية، بما معناه: لقد أغرقت في التفاؤل.. وقد اتضح الآن أني كنت واهما عندما أحسنت الظن بهؤلاء الوزراء الأنانيين وبمكوناتهم السياسية الطماعة الضيقة.

بينما نحن نعاني من فشل مجلس الوزراء اليمني نسمع كلمه مهمة للرئيس السوري أحمد الشرع يرفض فيها رفضا قاطعا مبدأ المحاصصة، ولعله قد درس تجارب مجالس المحاصصة بما فيها مجلس الوزراء اليمني، واتضح له أن المحاصصة هي عبارة عن عصابات سياسية تهدم الوطن وتنهب خيراته لمكتسبات ضيقة ومصالح أنانية، فقرر أن يتحمل المسؤولية شخصيا باعتباره رئيس الجمهورية، فقام باختيار وزرائه وفق شرطين واضحين:
الأول: أن يتسموا بالكفاءة والأمانة والمصداقية.
والثاني: ألا تقف وراءهم جهة سياسية أو لوبي ضاغط لتجيير المناصب والوزارات لمصالح ضيقة، وقد كان قسمهم أمام الرئيس وممثلي الشعب في مشهد يراقبه الشعب عن كثب مختصرا ومحددا بوضوح (أقسم بالله العظيم أن أؤدي واجبي بأمانة وإخلاص).

لا نغرق في التفاؤل ولكننا ننتظر نتائج أداء مجلس الوزراء ذاك، ولكن من خلال صدمتنا بمجلس الوزراء اليمني لا نشك أنهم في سوريا قد سلكوا الطريق الصحيح في رفضهم مبدأ المحاصصة.
لقد شاهدنا بأم أعيننا كارثية المحاصصة في أداء مجلس الوزراء اليمني، حتى وصل الأمر بهم إلى توقيع ستة عشر وزيرا برفض رئيس حكومتهم، لا لشيء إلا لأنه أراد منعهم من تجيير إيرادات وزاراتهم لمصالح مكوناتهم السياسية الضيقة ومشاريعهم الخاصة الأنانية.. ويقال إن هؤلاء الوزراء رفضوا هذا القرار لأنه سيعيقهم عن استكمال مشاريع رفاهية خاصة بهم من فلل داخل وخارج اليمن وسيارات وعقارات وتجارات تقارب حياة الوزراء في بلدان الخليج المجاورة المرفهة شعوبها، بينما شعبهم يتضور جوعا، وكثير منهم يأكل وجبة واحدة باليوم فقيرة في القيمة الغذائية، وبعضهم اضطر الى الذهاب إلى القمامة من أجل أن يسد جوعه، وكثير منهم قد مات من سوء التغذية وعدم إيجاده قيمة الدواء.