آخر تحديث :الأربعاء - 02 أبريل 2025 - 08:45 م

كتابات واقلام


هل أصبحت القوة هي السبيل الأخير لفرض قيام دولة الجنوب العربي؟

الثلاثاء - 01 أبريل 2025 - الساعة 05:05 م

د. حسين لقور بن عيدان
بقلم: د. حسين لقور بن عيدان - ارشيف الكاتب


‏القوة قد تكون الأداة الأساسية لتأسيس الدول، سواء بواسطة ثورات أو جماعات مسلحة تقود عملية البناء الأولية، كما ظهر في أمثلة تاريخية عدّة مثل الثورة الفرنسية أو قيام الدولة العثمانية أو توحيد ألمانيا على يد بسمارك أو إيطاليا على يد غاريبالدي أو السعودية على يد الملك عبد العزيز بن سعود.
لكن استمرارية الدول تعتمد بشكل أكبر على العقد الاجتماعي، أي التوافق بين الحاكم والمحكومين على قواعد الحكم وتلبية احتياجات الأغلبية.
فنجد أن الدول التي فشلت في بناء عقد اجتماعي متين، مثل الوحدة بين اليمن والجنوب الذي حاول نظام علي صالح في صنعاء فرضها بالقوة بعد حرب 1994 فواجهت أول رفض لها بعد أربع سنوات من الحرب، الذي شكل أول مسمار في نعش الوحدة حتى سقط النظام في 2012، وكذلك بعض الدول التي قامت بعد الربيع العربي، انهارت أو دخلت في فوضى لأن القوة وحدها لم تكن كافية لضمان الاستقرار.
على النقيض من ذلك، دول مثل سويسرا أو اليابان استمرت بفضل أنظمة حكم متوازنة استطاعت أن تحقق رضا نسبيا لشعوبها، على الرغْم أن بداياتها قد لا تكون مرتبطة بالقوة بالضرورة.
التاريخ علمنا أن القوة هي الطريق لبناء الدول أحيانًا، لكن الاستمرارية تحتاج إلى شرعية وعدالة ومؤسسات تخدم المجتمع.

فهل أصبح لزاما على الجنوبيين التفكير الجدي في فرض استقلالهم وبناء دولتهم بالقوة؟