آخر تحديث :الأربعاء - 02 أبريل 2025 - 09:48 م

كتابات واقلام


عيد بلا بهجة .. حين تتحول الفرحة إلى معاناة

الثلاثاء - 01 أبريل 2025 - الساعة 07:27 م

د.حسين الملعسي
بقلم: د.حسين الملعسي - ارشيف الكاتب


عاش الفقراء في هذه البلاد وما أكثرهم معاناة مضاعفة في شهر رمضان المبارك ورافق احتفالهم بعيد الفطر المبارك البؤس والجوع والحرمان حيث تأزمة معاناة الفقراء الذين يعيشون في ظل ظروف اقتصادية صعبة، حيث يتحول الاحتفال إلى ذكرى مؤلمة تعكس واقعا مريرا على عرض وطول البلاد .
يعانى حوالي 80% من سكان البلاد من الفقر بكل صورة فهل فكرنا كمجتمع كيف عانى اقلب السكان في رمضان وكيف مر عليهم عيد الفطر المبارك .
عانت الأسر الفقيرة من ضغوط مالية متزايدة خلال رمضان إذ ترتفع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية مما جعل توفير وجبات الإفطار والسحور تحديا يوميا مما زاد من شعورهم بالعجز والحرمان والعزلة وفي عيد الفطر الذي يفترض أن يكون مناسبة للفرح والاحتفال عاني هؤلاء من صدمة نفسية إذ لا يجدون ما يكفي لإدخال البهجة إلى قلوب أبنائهم فلا غذاء ولا لباس وغابت الفرحة عنهم أيضا .
وعلى الرغم من ظهور مبادرات الخير في هذا الشهر يبقى الواقع مؤلما للغاية فالكثير من الأسر الفقيرة لا يستطيعون تحمل نفقات العيد مما يجعلهم يعيشون حالة من الحزن المتواصل إذ تحولت نفقات الاحتفال إلى عبء ثقيل يثقل كاهلهم وتحولت الفرحة إلى مناسبة حزينة تذكرهم بمرارة الفقر والمعاناة.
أن ارتفاع تكاليف ملابس العيد والأطعمة بشكل يفوق قدرة اغلب سكان البلد على التحمل قد جعل عيد الفطر يوماً يحتمل فيه الألم أكثر من البهجة، وهذا بدوره يجعلنا ندعو المجتمع للتكاتف والعمل على تخفيف هذه المعاناة بشكل مستدام .
يجب أن يكون رمضان وعيد الفطر مناسبتين للتأمل في معاناة من لا يملكون القدرة على توفير أبسط متطلبات الحياة.
إن التعاطف مع الفقراء ودعمهم هو واجب أخلاقي وديني يتطلب منا العمل معا لإيجاد حلول اقتصادية واجتماعية وإنسانية مستدامة .
إننا وبهذه المناسبة ندعو وبالحاح إلى التعاطف مع الفقراء والإحسان إليهم وهي حلول ضرورية مؤقتا ولكن يجب على المجتمع البحث في حلول مستدامة تساعد في تقليل عدد الفقراء وتوفير حلول سياسية واقتصادية تمكنهم من الاعتماد على الذات من خلال توفير فرص للعمل تدر دخلا يساعد الفقراء على العيش الكريم والانتقال من حالات البؤس والحرمان إلى حياة كريمة تجسد العدالة الاجتماعية بصورها المثلى .

د. حسين الملعسي
عدن ابريل 2024