آخر تحديث :الأربعاء - 02 أبريل 2025 - 11:28 م

كتابات واقلام


الخوف من الماضي

الثلاثاء - 01 أبريل 2025 - الساعة 09:28 م

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


محمد عبدالله الموس

ان يخاف احدنا من الايام او السنين القادمة فهذا أمر طبيعي، فالمستقبل بيد الخالق جل شأنه أما الخوف من الماضي فتلك لعمري حالة مرضية تستدعي تدخل الطب النفسي او مصحة عقلية.

بالامس القريب اصدر اللواء عيدروس الزبيدي قرار بتشكيل لجنة تحضيرية لاشهار مجلس اعيان جنوبي سمي بمجلس الشيوخ في الجنوب العربي شملت اللجنة فيمن شملت سلاطين وحكام الجنوب العربي قبل الاستقلال وهو قرار حكيم يستدعي طاقات فكرية وتراكم معرفي تم اقصائه في زمن ما بفعل عوامل ليست محلية من الأساس.

هذا المجلس المزمع تأسيسه هو في حده الأدنى خطوة اخرى جبارة في طريق التصالح والتسامح الجنوبي وفي حده الاعلى الاستفادة من طاقات جنوبية أُهملت ردحا من الزمن لاسباب لم تعد خافية على اصغر مواطن جنوبي بفعل ثورة المعرفة العابرة للحدود التي كسرت تابو التجهيل التي عايشته الأجيال السابقة المشبعة بشعارات من قبيل (بو صلاح اليوم علّم رفاقك، كلنا مدفع وشعبك ذخيرة).

يتخوف البعض من قرار كهذا ومرد هذا الخوف من ان تتم محاكمة الماضي، او كشف عورات السلطات التي تعاقبت على حكم الجنوب او كشف اسباب السقوط المريع الذي عصف بالجنوب او محاسبة من تلوثت يديه بدماء ابناء الجنوب ونهب ممتلكاتهم وامتهان كراماتهم وتحويل عدن من ثالث ميناء عالمي الى كومة من الحطام وطرد الراسمال الوطني وغير ذلك الكثير.

الجميع يعلم ان العنصر المحلي لم يكن الا اداة لقوى اكبر لذلك فإني لست من دعاة ولا انصار محاكمة الماضي بمعطيات الحاضر، بل واجزم ان لا احد يفكر في ذلك الا ان هذا لا يمنع ان يعاد الاعتبار لرموز جنوبية، بل وجبر الضرر المعنوي والمادي ان لزم الأمر، فمعافاة المستقبل تبدأ من علاج جروح الماضي، فلا تضعوا العصي في عجلات الانطلاق للمستقبل، فالمستقبل آت بنا او بغيرنا.
وكفى..

عدن
١ ابريل ٢٠٢٥م