آخر تحديث :الأربعاء - 02 أبريل 2025 - 11:59 م

كتابات واقلام


عندما تجتمع القيادة بالرشد

الثلاثاء - 01 أبريل 2025 - الساعة 10:50 م

علي سيقلي
بقلم: علي سيقلي - ارشيف الكاتب


علي محمد سيقلي

يعتبر المهندس قائد راشد أنعم رمزًا للتفاني والعطاء في خدمة مدينة عدن، فهو نموذج يحتذى به في العمل العام والإنساني، إذ يجسد من خلال مسيرته المهنية شغف المسؤولية وروح المبادرة في تحسين البنية التحتية والحفاظ على نظافة العاصمة.
بدأت رحلة صندوق النظافة وتحسين مدينة عدن بقانون رقم 20 لعام 1999، حيث تم تأسيسه ومن ثم إصدار لائحته التنظيمية في عام 2001م، ومنذ ذلك الحين برزت جهود المسؤولين النادرين الذين يكرسون وقتهم ومهاراتهم لتطوير المدينة. وفي عام 2003م، تولى المهندس قائد راشد، منصب المكتب التنفيذي لإدارة الصندوق، وكان ذلك نقطة تحول حاسمة، إذ شرع في إعادة هيكلة العمل وتطبيق معالجات مبتكرة لضمان تقديم الخدمات على أكمل وجه.

وفي رؤية استراتيجية وإصرار على التغيير، واجهت العاصمة عدن تحديات كبيرة في مجال النظافة والصيانة رغم توافر الموارد الكافية، إذ كانت الجهات التقليدية تعمل بأساليب قديمة وغير فعّالة.
هنا برزت مبادرات المهندس راشد التي جمعت بين التخطيط الدقيق والإشراف المباشر، حيث خصص الصندوق كافة الإمكانيات من عمال وآليات ومبالغ مالية لتشغيل الأعمال بصورة منهجية ومدروسة.
لم يقتصر دور المهندس راشد على إدارة الصندوق فحسب، بل كان له دور فعال في تغيير نظرة المجتمع نحو المدينة وإبراز جمالها وتراثها الحضاري.

ومن مبادراته المجتمعية والتأثير الإيجابي، لم يكن تفاني المهندس قائد راشد مقتصرًا على الجوانب الإدارية فحسب، بل امتد إلى الخدمة المجتمعية حيث لاحظ بنفسه الإهمال الذي تعرضت له بعض المرافق العامة، مثل ساحة نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.
عند زيارته للمقر، لم يستطع إخفاء انزعاجه مما رآه، فتدخل بسرعة وبمبادرة إنسانية فريدة، وأرسل فريقًا من العمال والآليات لتنظيف الساحة وتقليم الأشجار وإعادة ترتيب المكان حتى استعاد بريقه وإشراقه. هذا العمل الذي استغرق أكثر من أسبوع، لم يكن مجرد مهمة تنظيف بل كان رسالة حب واهتمام تجاه الوطن والمواطنين.

إن إنجازات المهندس قائد راشد أنعم تتعدى حدود المسؤولية الوظيفية، فهي تُظهر كيف يمكن للرؤية الثاقبة والإصرار على التغيير أن يخلقا فارقًا حقيقيًا في حياة المجتمع. فقد ترك بصمة واضحة في تطوير مدينة عدن وجعلها وجهة حضارية تستحق الفخر، مما يجعله قدوةً لكل من يسعى لخدمة الوطن بإخلاص وتفانٍ.

يظل المهندس راشد أنعم مثالاً مشرقاً لقائد يعمل من أجل تحسين البيئة الحضرية، معتمداً على المبادرة الشخصية والالتزام بأعلى معايير العمل والإبداع، ليُثبت أن حب الوطن هو الدافع الأول والأخير لتحقيق الإنجازات التي تعود بالنفع على الجميع.

تعظيم سلام