آخر تحديث :الأحد - 23 مارس 2025 - 02:13 م

الصحافة اليوم


زيارة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إلى صنعاء تثير تساؤلات حول الأهداف

السبت - 22 مارس 2025 - 05:48 م بتوقيت عدن

زيارة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إلى صنعاء تثير تساؤلات حول الأهداف

عدن تايم/ العرب

أثارت زيارة رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي المفاجئة إلى صنعاء تساؤلات عدة، حول طبيعة الزيارة في ظل التوترات التي يشهدها اليمن والمنطقة ووسط أجواء مشحونة بالتوتر إثر التصعيد العسكري الذي تشنه واشنطن ضد جماعة الحوثي وانعكاساته على العراق.


وتزامنت زيارته مع تصعيد الحوثيين لهجماتهم الصاروخية على إسرائيل يومي 18 و20 مارس.


وسلطت "مجلة الحرب الطويلة" المختصة بالحرب على الإرهاب، التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية، الضوء على زيارة عبدالمهدي.


ووفق التقرير، تتم زيارة عبدالمهدي في سياق دعم إيران التاريخي للحوثيين والدور الرئيسي لطهران في دعم الميليشيات العراقية والأحزاب السياسية خلال رئاسة عبدالمهدي في 2018-2019.


وذكر أن "إيران سعت إلى تنسيق مختلف وكلائها في المنطقة، بما في ذلك الحوثيين وحزب الله وحماس والميليشيات في العراق، ومع ذلك، فإن الاجتماعات البارزة بين الحوثيين والمسؤولين العراقيين نادرة.


ونشرت وكالة "مهر نيوز الإيرانية" شبه الرسمية، تقريرا عن رحلة عبدالمهدي، وأشارت إلى أنه وصل في 20 مارس "وسط التوترات المتصاعدة مؤخرا نتيجة لعدوان الولايات المتحدة في المنطقة".


وذكرت مهر أن زيارة عبدالمهدي جاءت في إطار "خفض التصعيد في المنطقة"، كما نقلت عن مصدر لم تسمّه أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق حمل رسالة من الولايات المتحدة إلى الحوثيين، تضمنت مقترحات تتعلق بالأوضاع في البحر الأحمر.


وجاء في تقرير الوكالة "أضاف المصدر أن عبدالمهدي توجه إلى اليمن حاملا رسالة من الولايات المتحدة، وقدّم مقترحات جديدة إلى اليمنيين بهدف الحد من تصاعد التوترات في المنطقة، وذلك عقب إعلان استئناف عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر."


وعلى النقيض من التقرير الإعلامي الإيراني، أشار موقع "شباب اليمن"، الذي يُعرف بانتقاده للحوثيين، إلى أن زيارة عبدالمهدي تتماشى مع استراتيجية "وحدة الساحات" التي تنسقها إيران بين حلفائها في المنطقة، بمن فيهم حزب الله اللبناني، وحماس، والميليشيات العراقية، والحوثيين.


ورأى الموقع اليمني، أن عبدالمهدي استضافه "عبدالرحمن الأهنومي، مدير المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون التابعة للحوثيين" الذي نشر مقطع فيديو يقول "مرحبا بك أيها الضيف العزيز لقد أضاءت صنعاء"، مبينا أن "عبدالمهدي وصل للمشاركة في مؤتمر لمدة ثلاثة أيام بعنوان "فلسطين: القضية المركزية للأمة".


ونقلت قناة السومرية العراقية عن مصادرها أن زيارة عبدالمهدي إلى اليمن قد تشير إلى وجود مفاوضات سرية بين الأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة، فقد ذكرت رويترز أن إيران أرسلت "رسالة شفهية" إلى الحوثيين حول التطورات في البحر الأحمر.


وبحسب المجلة الأميركية، فإن طهران تحاول منذ تصاعد الضربات الأميركية ضد الحوثيين النأي بنفسها عن الجماعة، لا سيما بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "إيران ستتحمل مسؤولية أفعال الحوثيين".


وذكرت "وكالة سبأ اليمنية"، التي كانت سابقا وكالة الأنباء الرسمية وتحولت الآن إلى منصة مؤيدة للحوثيين، أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين في حكومة الحوثيين، جمال عامر، التقى عبدالمهدي خلال مؤتمر "فلسطين" في صنعاء.


وكان عامر قد صرّح مؤخراً قائلا "في نهاية المطاف، نحن في حالة حرب مع أميركا".


كما أكد أن المؤتمر يبرز "أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لليمن"، مشيداً بقرار الحوثيين بدء الهجمات على إسرائيل في نوفمبر 2023، وبتوسيع عملياتهم ضد السفن في البحر الأحمر.


ورغم عدم وضوح الدور الذي يلعبه حاليا، فإن زيارته إلى صنعاء تثير تساؤلات حول ما إذا كان يتحرك بصفة وسيط إقليمي، أم أنه يؤدي دورا أكثر تعقيدا في إطار العلاقات الإيرانية مع حلفائها في المنطقة.


وعادت المجلة الأميركية، للتذكير بأن "عبدالمهدي بصفته زعيما في العراق فشل إلى حد كبير في حكم البلاد المنقسمة، وتولى السلطة بعد أن هزمت حكومة العبادي تنظيم داعش وعارضت استفتاء استقلال إقليم كردستان في عام 2017.


كما أصبح عبدالمهدي رئيسا للوزراء في الوقت الذي كانت فيه الميليشيات المدعومة من إيران والتي تشكل وحدات الحشد الشعبي تلعب دورا عدوانيًا بشكل متزايد في العراق، بعد أن تم ترقيتها إلى مرتبة قوات شبه عسكرية رسمية للدولة.


واستقال عبد المهدي في نوفمبر 2019 بعد احتجاجات حاشدة قُتل فيها مئات المتظاهرين، كثير منهم على أيدي ميليشيات مدعومة من إيران.


ومنذ استقالته، ظل عبدالمهدي بعيدا عن الساحة السياسية العراقية. وكان قد تولى رئاسة الوزراء في عام 2018 بدعم من مجموعة من الأحزاب العراقية وسماسرة السلطة، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وهادي العامري، وهو سياسي عراقي ورئيس منظمة بدر، ومقتدى الصدر، رجل الدين المتعصب الذي يرأس التيار الصدري. وتم تصوير عبدالمهدي على أنه اقتصادي ثري عندما تولى منصبه.