آخر تحديث :الجمعة - 21 مارس 2025 - 02:08 ص

كتابات واقلام


هذا هو الانتقالي .. عمود الخيمة الوطنية الجنوبية

الخميس - 20 مارس 2025 - الساعة 02:16 م

صالح شائف
بقلم: صالح شائف - ارشيف الكاتب


في تاريخنا الوطني والسياسي الممتد منذ خمسينيات القرن الماضي على الأقل؛ لم يتعرض أي فصيل أو كيان سياسي جنوبي؛ أكان في السلطة أو في المعارضة؛ ما تعرض له المجلس الانتقالي الجنوبي ومازال يتعرض له حتى اليوم؛ من أعمال معادية متعددة الأشكال والأساليب؛ وفي مرحلة تعدد فيها الأعداء وكثر فيها الخصوم السياسيين ولأسباب وخلفيات وأهداف متعددة؛ ولكنهم يلتقون عند بعض النقاط المشتركة؛ وهي إزاحته من المشهد أو على الأقل إضعافه وإفشال مهمته الوطنية التي يتبناها بوضوح كامل وثبات وصمود؛ والمتمثلة باستعادة الجنوب لدولته الوطنية المستقلة.

ورغم كل ما واجهه المجلس الانتقالي الجنوبي من حملات منظمة معادية له ولمشروعه الوطني؛ والتي بدأت منذ تأسيسه في شهر مايو عام ٢٠١٧م؛ والتي أستخدمت فيها كل الأشكال والطرق المتاحة لأعداء الجنوب وقضيته الوطنية؛ ومن بعض خصومه من السياسيين الجنوبيين مع الأسف الشديد؛ فمن نعته بالمولود الميت إلى التشكيك بوطنيته وبقدرات قياداته؛ وإلصاق مختلف التهم والتوصيفات المسيئة له؛ والتي هدفت جميعها إلى عزله عن حاضنته الوطنية والشعبية الواسعة.

إلا أن الانتقالي قد خيب آمال وأهداف الجميع؛ وأسقط رغباتهم ومشاريعهم التآمرية وكل دسائسهم؛ وأثبت عمليا وفي مختلف الجبهات والميادين بأنه عند مستوى المسؤولية والتحدي؛ وبرهن قدراته على تجاوز الكثير من التحديات والكمائن والمطبات التي وضعت في طريقه؛ ومازال يثبت للجميع بأنه قد وجد ليبقى وأصبح مظلة وطنية جامعة لكل الجنوبيين؛ وبأنه رافعة الجنوب الوطنية والتاريخية في هذه المرحلة رغم كل الملاحظات السلبية الجادة التي علقت بتجربته خلال السنوات الماضية؛ والتي نأمل بتجاوزها سريعا؛ ورغم كل التحديات والمصاعب والتضحيات على طريق الخلاص الوطني.

ومع كل ذلك فإن الطريق أمام الانتقالي مازال صعبا ومحفوفا بالمخاطر؛ ومازالت التحديات قائمة وتتسع وتزداد تعقيدا؛ وبأن هناك الكثير من العمل والجهد الوطني مازال مطلوبا لتعزيز وحدة وتماسك جبهة الجنوب الداخلية؛ ولعل أبرزها وأهمها على الإطلاق تتمثل بإستكمال طريق الحوار الوطني؛ وتوسيع دائرته وتجديد أشكاله وطرقه التي تضمن إنجاز هذه المهمة التاريخية العظيمة وبأقرب وقت ممكن؛ لما لها من أهمية إستثنائية لجهة تحصين وتقوية الموقف الوطني الجنوبي؛ ليكون بمستوى نيل الجنوب لإستحقاقته الوطنية القادمة.