زرتُ عدن يوم أمس، والأيام الأخيرة من رمضان تمضي سريعًا، والعدّ التنازلي للعيد قد بدأ. في كل مكان نسمع عن الغلاء الفاحش، عن انهيار العملة الذي صار كابوسًا للجميع، عن معاناة الأسر في تأمين أبسط الاحتياجات، لكن ما رأيته كان مشهدًا آخر تمامًا.
الأسواق تكتظ بالناس، والمحلات تعج بالحركة، وأغلب المتسوقين من النساء، وكأن هناك شيئًا عظيمًا سيحدث! الزحام لا يُصدق، وكأن الجميع يسابق الوقت، أو كأنهم يخشون أن يفوتهم العيد دون أن يظفروا بفرحة صغيرة وسط هذا الكم الهائل من الضغوط.
مشهد التناقض كان حاضرًا بقوة، الأسعار تشتعل لكن الأيادي لا تتوقف عن التسوق، الشكوى من الغلاء مسموعة في كل زاوية، ومع ذلك لا تزال عربات الشراء ممتلئة. أهو التأقلم مع الواقع الصعب؟ أم محاولة للتشبث بلحظات الفرح رغم كل شيء؟
في عدن، كما في كل مدينة، قد يكون العيد مختلفًا هذا العام، لكنه سيبقى عيدًا، وستظل الناس تحاول أن تصنع فرحتها، حتى وإن كان ذلك وسط أسواق مزدحمة وواقع مرهق.