آخر تحديث :الأربعاء - 02 أبريل 2025 - 03:31 م

كتابات واقلام


الجنوب والاستحقاقات القادمة

الخميس - 27 أبريل 2023 - الساعة 01:09 ص

يعقوب السفياني
بقلم: يعقوب السفياني - ارشيف الكاتب


الظروف التاريخية التي رافقت غزو واحتلال الجنوب في 1994 غير متوفرة اليوم على الأقل في الحد الذي قد يسمح بتكرار ما حدث آنذاك.

عمليا، تمثل القوات الجنوبية بمختلف تشكيلاتها قوة عسكرية رئيسية في البلاد قادرة على قلب كل المعادلات وصد أي عدوان، وهذه القدرات في تزايد وتعاظم مستمر بمرور الأيام.

على المستوى الداخلي، الجبهة الجنوبية أكثر تلاحما وتماسكا من أي وقت مضى ولا يمكن للقوى الشمالية بنسخها الجديدة الاستعانة بجنوبيين - ذات تأثير - ضد وطنهم كما حدث في 1994 لأسباب عديدة لسنا بحاجة لشرحها كما أننا لسنا في صدد محاكمة التاريخ.

الشمال اليوم مفكك للغاية وفي صراع خطير ذات أبعاد جهوية ومناطقية وطائفية، ومن الصعب للغاية أن يصطف الشماليون معا خلف الحوثيين كما حدث في 1994 لأن الحوثي ليس علي عبد الله صالح وليس علي محسن الأحمر.

الجنوبيون اليوم يحظون بعلاقات قوية مع الإقليم وهذا يشمل السعودية والإمارات على حد سواء، ومع أن الاعتماد على المواقف الخارجية أثبت فشله في السابق إلا أن هذه العلاقات والثقة المتبادلة التي صاغتها 8 سنوات من التضحية المشتركة ستكون أيضاً ضمن أوراق الجنوبيين.

من الواضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتقدم باستمرار ويمكن مراجعة هذا بسهولة بقياس ما كانت عليه الأمور قبل 2017 وما هي عليه الآن، يسيطر المجلس على المزيد من الأرض بمرور الوقت وهو اليوم يحكم من حديبو إلى التواهي إلى عتق والمكلا وقريبا سيكون في سيئون وشحن.

وبما أن الضامن العسكري الرادع موجود، والجبهة الداخلية قوية ومتينة وآخذة في التلاحم أكثر فليس هناك مشكلة في المناورة السياسية وهذا ما تفعله القيادة الجنوبية اليوم التي تتعامل مع مجتمع إقليمي ودولي وأنماط قسرية من العمل الدبلوماسي والسياسي بما لا يمس وجود الجنوب كشعب وقضية ومنجزات وثورة.

نحتاج كجنوبيين إلى الثقة في النخب السياسية المنبثقة من الثورة والنضال السلمي والعسكري، مع التركيز على تعزيز القوة المسلحة وتعزيز الجبهة الداخلية وإعداد العدة لكل السيناريوهات المحتملة.