آخر تحديث :الأربعاء - 02 أبريل 2025 - 08:45 م

كتابات


هاني بن بريك : اتفاق سياسي لا علاقة له بالدين سهل للحوثيين تحييد أكبر قوة ممكن تقاومهم وتهزمهم شر هزيمة

الثلاثاء - 01 أبريل 2025 - 05:10 م بتوقيت عدن

هاني بن بريك : اتفاق سياسي لا علاقة له بالدين سهل للحوثيين  تحييد أكبر قوة ممكن تقاومهم وتهزمهم شر هزيمة

هاني بن بريك

‏مع كل حادثة يظهر فيها تسلط الحوثيين أذناب إيران على المساجد ومنابر الدعوة إلى الله وإذلال من يخالفهم ، أتذكر ويتذكر كل السلفيين وغير السلفيين من المتابعين للسلفيين وخلافاتهم الداخلية يتذكرون عندما سقطت صنعاء في سبتمبر 2014م بيد مليشيات إيران الحوثية، وكيف وقَّعَ الشيخ محمد الإمام القائم على مركز معبر السلفي وثيقة اتفاق مع الحوثيين باجتهاد أقل ما يمكن وصفه بأنه مخطئ، وأسوأ ما يمكن وصفه بأنه اتفاق سياسي لا علاقة له بالدين سهل للحوثيين السيطرة على الشمال بتحييد أكبر قوة ممكن تقاومهم وتهزمهم شر هزيمة، ونشب خلافٌ عاصف بين السلفيين بسبب تلك الوثيقة بين موافق ومؤيد لها ومعارض ومحذر منها، كان مشايخ اليمن السلفيون ومن يعتبرون مرجع السلفيين في اليمن مؤيدين لها تحت ذرائع ومبررات واهية في ميزان الشرع وقانون الدفاع عن النفس، وفي حين لم يوافقهم عليها من هم أكبر منهم علماً وقدراً من كبار العلماء السلفيين في العالم خارج اليمن، وانقسم السلفيون في اليمن في هذا الخصوص انقساماً شديدا، وكنتُ رأس الفريق المعارض لهذه الوثيقة في اليمن جنوباً وأما الشمال فلا يكاد تجد سلفياً عارضها بوضوح وجلاء، وبدأت أحذر الجنوبيين من أن الحوثي لن يكتفي بصنعاء وسيتوجه للجنوب وعلينا الاستعداد وقمت بالمحاضرات والخطب في مساجد عدن على وجه الخصوص وكان مشايخ اليمن السلفيون المؤيدون لوثيقة معبر يرسلون لي الناصحين بترك تحريض الناس لقتال الحوثي وكنت أعتذر لهم بكل تقدير وأقول لهم : ( إن لم تنفعونا فلا تضرونا، دعونا ندافع عن ديننا وبلدنا ) وكان ردهم لي هذه ليست حرب دينية هذه حرب سياسية وكراسي، وكنت أرد بأن الحوثي سيغير ديننا وسيتدخل في مساجدنا ونحن سنة منذ عرفنا الإسلام، وحاولوا معي مع أكثر من رسول قائلين : لا تقحم السلفيين في قتال الحوثي ، وكنت أرد: القتال دفاعاً عن الدين والوطن سيخوضه كل الجنوبيين، واستمريت أجوب مساجد عدن والجنوب محذراً وداعياً لإعداد العدة في حال توجه الحوثي صوبنا، وكنا - السلفيون في الجنوب - قد خرجنا إلى كتاف لفك الحصار الحوثي عن دماج المغدور بها وبأهلها في أحداث تاريخية مؤلمة معلومة للمتابع للشأن اليمني مع الحوثيين.


وبعد أن استيأس مشايخ اليمن الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على السلفية والسلفيين في اليمن من ثنيي وقبولي لتوجيهاتهم اجتمعوا على فتوى جماعية بتاريخ 3 صفر 1436هجرية الموافق 25 نوفمبر 2014ميلادي - سأرفقها - في التحذير من هاني بن بريك وأنه يدعوا إلى الفتن وإلى تفرقة أهل السنة ، وينصحون فيها بالابتعاد عنه وهجره وترك مجالسته ومحاضراته ، مقدمين بوصف متجاهل لذاتي وكأنهم لايعرفونني وكلهم دون استثناء يعرفونني تماما وأني ملازم لطلب العلم على كبار علماء المسلمين منذ سن المراهقة ممن لم يتتلمذوا هم عليهم ، ومشارك لهم في التتلمذ على شيخنا مقبل الوادعي - رحمه الله - في بلدة دماج بصعدة و إن لم أكثر من التتلمذ عليه - سنتان في أول طلب العلم من 1990م إلى 1992م ومنها انتقلت إلى السعودية قاضياً فيها كل شبابي في طلب العلم الشرعي في الحرمين والقصيم وإماما في مساجد الأوقاف في جدة وشرورة.


تلك الفتوى الفاضحة التي لا مبرر لها سوى عدم الانقياد لهم لاغير، وكذبوا فيها والله وهم دعاة تدين !!!، فأعقبهم الله الذل والهوان من أرذل خلق الله عملاء إيران.


وأسأل الله أن يرفع عنهم ما أصابهم.

وزاد الأمر سوءاً بعد هذه الفتوى الجماعية عندما أبلغوا الأمن في محافظتي عدن ولحج عن طلاب العلم الغير يمنيين الذين ارتحلوا من بلدانهم لطلب العلم في اليمن والذين كانوا يحضرون محاضراتي وخطبي وتم القبض عليهم والزج بهم في السجن وترحيلهم ، وتم وصفي ومن معي بأننا دعاة فتنة ودعاة جهاد غير شرعي تشبيهاً لنا بتنظيم القاعدة ، لتلبيس الأمر على عامة الناس والجهات الرسمية في عدن - ويحسب لصحيفة الأيام تراجعها عن نقل هذا الوصف - وزاد الطين بلةً أن خرج لنا من السياسيين الجنوبيين من يقول: هذه ليست حرب الجنوبيين بل هي حرب بين الوهابية ويعني السلفيين - والزيدية ويعني الحوثيين.

وصرنا بين نارين تصلانا - نار المحسوبين على الدين وبين المحسوبين قيادات جنوبية سياسية، ولكن الله أعان واجتمع الناس من كل أبناء الجنوب بفضل الله سبحانه وتعالى على كلمة الحق الدفاع عن الدين والوطن.


ومما تجدر الإشارة إليه أن السلفيين الذين خاضوا المعركة ضد الحوثي في الجنوب منقسمون فمنهم من هو تبع الشيخ يحيى الحجوري ومنهم من ليس كذلك، ولكنهم اجتمعوا على قتال الحوثي واختلفوا على الحجوري ، ويشكر لأتباع الشيخ الحجوري أنهم لم يتابعوه في باطل الصمت والتوقف عن الفتوى في قتال الحوثي عندما توجه للجنوب، وكانوا أبطالاً في القتال مع إخوتهم الجنوبيين دفاعا عن دينهم ووطنهم

هذا جزء من تاريخ الحرب وهو منقول بتصرف من كتابي ( الحرب المفروضة ).

مرفق الفتوى الجماعية