لم نستوعب بعد خبر رحيلك، أيها القائد المقدام محمود البتول، فقد كان وقع الفاجعة علينا كالصاعقة، وفي القلب حسرة لا تداوى، وفي العين دمعة لا تجف، وعلى فراقك يا أبا هيثم اننا لمحزونون.
لا اعتراض على حكم الله، ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل. لكن عزاؤنا أنك رحلت شامخاً، كما كنت دوماً، قائداً صلباً لا يلين، وبطلاً صادقاً في ميادين الشرف والعزة.
لقد كنت يا محمود البتول رجل المواقف الصعبة، والمقاتل الذي لا يعرف التراجع، والقائد الذي لم يخذل رجاله يوماً. سطرت أروع البطولات في ميادين القتال، كنت في مقدمة الصفوف مدافعاً عن الضالع في وجه الروافض، وفي طليعة المقاومين ضد الاحتلال العفاشي.
لم تكن قائداً فحسب، بل كنت أخاً ورفيقاً لكل من سار معك في درب النضال، علمتنا معنى الصمود، وغرست فينا عقيدة النصر أو الشهادة. اليوم، وأنت تلتحق بمن سبقوك من الشهداء، نشعر بفراغ هائل، ولكننا نعاهدك أن نبقى على العهد، وأن نحمل الراية التي حملتها حتى تحقيق النصر الذي ناضلت من أجله.
رحيلك يا أبا هيثم ليس مجرد خسارة لشخص، بل هو فقدان لرمز من رموز المقاومة الجنوبية، لكن الأبطال لا يموتون، فهم يخلدون في ذاكرة الوطن والتاريخ. سيبقى اسمك محفوراً في قلوبنا، وسيظل نهجك درباً يسير عليه الأوفياء.
إلى رفاق القائد وإلى كل من شارك القائد محمود البتول نضاله الطريق مستمر، لا يعني رحيله أن المعركة انتهت، بل هو دافع لنا لنكمل المسير لن تنكسر إرادتنا، ولن تضعف عزيمتنا، سنبقى ماضين على الدرب، نحمل القضية التي حملها، ونحمي الأرض التي ضحى من أجلها، حتى يتحقق النصر أو ننال شرف الشهادة.
رحمك الله يا محمود البتول، وأسكنك فسيح جناته، وجعل الله روحك الطاهرة نوراً يضيء طريق الأحرار
وداعاً أبا هيثم لن ننساك أبداً