رُمّانة الميزان، و دُرّة الليالي المضيئة..تؤمن بضرورة الإستمرار تحت وقع الحرب كما السلم .. لا ينتقص من جمال روحها منتقص ! ولا تأسرها الظروف القاسية ..رمضان بدونها لا يُحتمل ، و عقد السعادة من غيرها لا يكتمل ..
إنها بنت لحج دُرّة تاج السلام والإستقرار على مر السنين الكريمة والظالمة ..
إنّ رمضان في لحج يزيدُ على غيره في أماكن أخرى ..ليس لكونه محطة استراحة روحانية من أحداث عام كامل فقط ..بل لوجود الفتاة والمرأة اللحجية خلف حياض الخير واقفة تمدّ يدها بالعطاء..وصحائف الكرم، سخيّة غير ذات شُح ..
واستقبالها لرمضان حكايةٌ أخرى..فترى الأسواق تتزين بالألوان الزاهية من " ملبوسات" رمضان الخاصة بالكبيرات والصغيرات .. والتي تُعد رافد اقتصادي من صنعها حصريا ..معلنة أن لرمضان بهجة وجب الإصطفافُ لأجلها ..بالزينة واللباس وبهاء البيت وترتيبه ..وإضاءته بنور عينيها إن قطعوا عنها نور " الكهرباء" متعمدين ..
اللحجية لا تقف عند مطب "مصطنع" بأيدي " رجال الوطن الجهابذ" ...! إنها تملك الوطن ..بل هي الوطن في حلّه وترحاله بين غيابات التقلبات ..
تستقبل رمضان بكل ما أوتيت من رحمة .. ليحلّ ضيفا مرحبا به كل عام .. حاملا نفحات المغفرة والعتق من النيران ..لا تغلبها شقوات انعدام " الغاز " ..فتشعل موقدها من الحطب ..ولا يثنيها حجب " الماء " ..فتحافظ على مكياله حتى يكفيها وضوءا، وطبخا وتنظيفا ..
هي المتّصلة بالله في مائدة رمضان العامرة بمختلف الأطعمة المُعدّة حبا من يديها، وبالتراويح الذاهبة إليها جماعات نورانية في لياليه المؤنسة بالذكر والقرآن ..هي المتصلة به في فتح الباب أمام السائلين عطاءا من طيب خاطرها ..وطمعا في جنات عرضها ليس كضيق الوطن ..
هي المتعلقة بالملكوت عند التهجّد متوسلة ..أن ليكن عاما خفيفا ولتُقضَ فيه حوائج الناس ..فلا يعود جائع ولا مغبون ..وهي الراضية بخير القدر عند جمعها الأحبة على مائدة السحور ..مؤنسة " المستيقضين" وموقضة النائمين ..تجمعهم وتطوف عليهم " بفتة اللبن" والسمن ..ومنعشة إيّاهم برائحة الزنجبيل المنبعث من إبريق القهوة "العربية" ..
اللحجية دُرّةُ الدّرر .. وأنيسة الرحلة إلى الله، والإيمان به وبرحمته وعفوه ومنّه ..
تُعين على البقاء، وتحارب لأجل السلام ..ولا تفقد الأمل في جدوى الحياة هنا ..وهنا فقط ..
كلّ عام وأنتن لرمضان مُستودع ..كل عام وأنتنّ الخير الباقي في لحج ..كل عام وأنتنَّ نوره وبهاه..