آخر تحديث :الثلاثاء - 18 فبراير 2025 - 10:52 م

كتابات واقلام


الفوضى بلمسة سحرية

الثلاثاء - 18 فبراير 2025 - الساعة 06:53 م

علي سيقلي
بقلم: علي سيقلي - ارشيف الكاتب


علي محمد سيقلي

مرحباً بكم في عالمٍ تُحوَّلت فيه الفوضى والحرائق إلى فن ملموس، وحملات الإشاعة مهرجاناً موسمياً يُعقد في عدن ومناطق الجنوب تحديدا.
لقد أدركنا منذ البداية أن من يطلب التغيير المزيف هو نفسه من لا يملك في جعبته سوى أدوات الهدم القديمة، ولإعادة إنتاجها وتسويقها فهو يحتاج إلى قليل من الهراء المنظم من خلال الحملات الممنهجة والهاشتاقات الغبية التي تصنع الفوضى بحرفية لشيطنة الجنوب ومشروعه لإستعادة الدولة، ولا شيء غير ذلك، مع لمسة من الدراما السياسية الخبيثة.
هنا نشير إلى أن هذه الحملات ليست عابرة أو عفوية، بل مُجدولة ومنهجية تتكرر بفعل متربص، وكأنها احتفال دوري بأحداثها وإثارتها، مما يُضفي عليها طابعًا تقليديًا ومألوفًا في تلك البيئة.
لم يكتف الطرف الآخر، بل قرر وبحماس هذه المرة أن يضفي على الحدث بعض "اللمسات الشيطانية" بتمويل أدوات صحفية رخيصة ومن أبناء جلدتنا، تُستخدم كوقود لإشعال البلبلة ونشر الشائعات.
فماذا لو كانت الحقيقة مملة جداً، في الوقت الذي نجد فيه أدوات التغيير خرساء مصفدة؟ ولسان حال المتربص يقول "لنُضفِ عليها نكهة من الإثارة تجعل من كل أزمة مادة دسمة لنقلب عاليها واطيها، وعلي وعلى أعدائي".

وفي خضم هذه العروض المسرحية، نجد أنفسنا أمام تحدي استثنائي أبطاله جميعهم في الشتات.
الإرادة الحقيقية تكمن في كيف نمتص غضب الشارع الذي يغلي نتيجة الأوضاع المتردية في المناطق المحررة؟ هنا نُظهر براعتنا في تحويل الانتقادات الحادة إلى فرص ذكية لإعادة تشكيل الرسالة، وكأننا نقول: "إن لم نستطع كبح الغضب، فلنحوله إلى طاقة نابعة من ثقة لا تهتز"

أما عن استعادة ثقة الشارع الجنوبي بالمجلس الانتقالي، فقد اتخذنا من الرد على الحملات الشرسة وسيلة للتألق. فنحن نعلم جيداً أن النقد والاتهامات ليست سوى تحديات إضافية تُثبت أن لدينا ما يُقال عنه "الثقة التي تعود بعد كل عاصفة" وكأننا نضحك بوجه كل من يظن أن الفوضى هي نهاية المطاف.

ولا ننسى الرسالة الأهم للمواطن البسيط، تلك الرسالة التي تقول بكل ثقة: "نحن لسنا وحيدين في إدارة البلاد!" فالمجلس الانتقالي يقف جنباً إلى جنب مع شركاء في السلطة وإدارة البلاد، إلى جانب التحالف العربي الذي يدير الأمور تحت البند السابع وما تلاه من تبعات، فلماذا التركيز على المكسب الجنوبي الوحيد دون غيره من الشركاء؟
إنه مشهدٌ فريد يجمع بين الواقعية والخيال السياسي، حيث يصبح البند السابع رمزاً للفن الذي يمارس على خشبة السياسة.

وفي نهاية المطاف، كل تلك الحملات الشرسة تُدار بكل اقتدار وثقة، كأنها مسرحية ساخرة تُعرض أمام جمهور لا يشبع من مفاجآتها، فبينما يعتقد البعض أن الفوضى ستدمر كل شيء، نُثبت لهم أن تحويل الفوضى إلى عرض مسرحي قد يكون أكثر إمتاعاً وربما في النهاية، أكثر فاعلية.

فليظل المسرح السياسي منفتحاً، ولنستمر نحن في سرد هذه الحكاية الساخرة التي تُعيد تعريف معنى الثقة، والشراكة، والفوضى، حتى نصل إلى تلك النقطة التي يتحول فيها الغضب إلى ضحكة، والانتقاد إلى قبلة على خد التغيير.
رسالتي إلى إخوتي في المجلس الإنتقالي لقد حان دوركم لفعل المستحيل، وكلنا خلفكم، ولن نفرط بأي مكسب جنوبي، وآخر أمل لنا في النجاة من باب اليمن.

وعلى بركة الله