آخر تحديث :الخميس - 20 فبراير 2025 - 05:16 م

كتابات واقلام


إنهاء عقود الطاقة المشتراة .. قرار شجاع يعيد تصحيح مسار الكهرباء

الإثنين - 17 فبراير 2025 - الساعة 11:51 م

د/ عارف محمد عباد السقاف
بقلم: د/ عارف محمد عباد السقاف - ارشيف الكاتب



اتخذ رئيس الوزراء قرارا تاريخيا بإنهاء عقود الطاقة المشتراة، وهو خطوة جريئة طال انتظارها لمعالجة واحدة من أكبر أزمات قطاع الكهرباء في اليمن. فقد تحولت الطاقة المشتراة على مدى السنوات الماضية إلى عبء مالي ثقيل، حيث إنها لا توفر سوى 40 ميجا وات حاليا، بينما تستنزف مبالغ طائلة دون تقديم حل جذري لمشكلة الكهرباء. لقد مثلت هذه العقود "خازوقا" حقيقيا وثقبا أسود للفساد في تاريخ قطاع الطاقة، حيث كانت وسيلة لتحويل الأموال العامة إلى جيوب المنتفعين دون تحقيق جدوى اقتصادية ملموسة.
وفقا للمعلومات المتاحة، فإن تعويض الطاقة المشتراة سيتم عبر تشغيل محطة بترومسيلة بكامل طاقتها، مع التزام الحكومة بتوفير الوقود اللازم لضمان استمراريتها. هذا القرار يشير إلى توجه جديد قائم على الاعتماد على الموارد الوطنية بدلا من الحلول المؤقتة والمكلفة.
إن تشغيل المحطة بكامل قدرتها سيوفر بديلا أكثر كفاءة للطاقة المشتراة، مما يساهم في تحسين استقرار الخدمة الكهربائية وخفض النفقات العامة بشكل كبير.
إن تنفيذ هذه الخطوات بجدية سيشكل نقطة تحول في معالجة أزمة الكهرباء، لكن الأهم هو الاستمرار في تبني استراتيجيات مستدامة تضمن توفير الكهرباء بكفاءة وعدالة، بعيدا عن المصالح الضيقة. القضاء على الفساد في هذا القطاع الحيوي يتطلب رقابة صارمة وآليات شفافة تضمن توجيه الموارد نحو حلول دائمة، وليس نحو عقود مؤقتة تنهك الاقتصاد دون أي فائدة حقيقية للمواطنين.

القرار المتخذ هو خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه يحتاج إلى استمرارية ودعم سياسي وفني لضمان نجاحه على المدى البعيد. فهل تكون هذه بداية النهاية لملف الطاقة المشتراة، أم أننا أمام جولة جديدة من التحديات؟ الأيام القادمة ستكشف مدى جدية التنفيذ وفاعلية البدائل المطروحة.