آخر تحديث :الأربعاء - 05 فبراير 2025 - 02:15 ص

كتابات واقلام


حول القصف الإعلامي المتبادل بين الرياض وصنعاء

الثلاثاء - 04 فبراير 2025 - الساعة 11:12 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


‏السعودية تصعِّد من خطابها ضد الحوثي حد وصف صنعاء بالمختطفة جريدة “الشرق الأوسط “ ، وتوسيع التناولات الصحفية للوضع في اليمن ،من موقع يتخطى الحياد المهني إلى الإنحياز السياسي والتعبير عن موقف المملكة الرسمي ،الذي بات يتعاطى مع الحوثي بأقلّ موثوقية حيال مشاريع التسوية.

توقيت رفع سقف الخطاب الإعلامي السعودي ،يأتي في سياق مواز مع القرارات والتوجهات الأمريكية الجديدة الأشد حزماً ،والأكثر تصلباً في مقاربتها للحالة الحوثية ، ومغادرة سياسة الطاولة المستديرة إلى ميدان الحرب ،المقيدة بجدول زمني وغير المفتوحة على أزمنة تعيد إنتاج المستنقع اليمني والرمال المتحركة ،حال أنتج الضغط الأمريكي على السعودية إنخراطاً عسكرياً ضمن تحالف دولي، يهندس تفاصيله البيت الأبيض ، ويضع حارس الإزهار خلفه في حال إستمرت بنهج الردع الدفاعي، ولم تعد مراجعة إستراتيجيتها وهيكلة تواجدها كقوة تتخطى سابق قواعد الإشتباك.

القصف الإعلامي المتبادل بين الرياض وصنعاء ،يرسم ملامح القادم على صعيدي الإقليم بالإعلان عن شراكة سعودية خليجية مباشرة مع حلف ترامب العسكري ، ومحلي داخلي بإعادة الحوثي عقارب الساعة إلى أزمنة بدايات الحرب ، بالزحف على المناطق التي لم يبتلعها بعد وتحديداً مثلث الثروات.

القراءة الموضوعية تطرح إستنتاجها بإحتمالية ان يعود اليمن ثانية إلى المربع الأول في أزمته ، حال ذهبت إدارة ترامب إلى خيار القوة المسلحة والخنق الإقتصادي لإيران وآخر حرابها ووكلائها في المنطقة ،حوثي اليمن ، وأنفتحت على نحو أكثر جدية على إعادة تأهيل الجيش اليمني والمكونات العسكرية ، والإتجاه نحو خطة تكاملية بين ضربات الجو والإمساك بالأرض.
التراشق والقصف الإعلامي المتبادل بين السعودية والحوثي ، حد تدخل الأخير بالمعادلات الداخلية الطائفية القبيلية ،وتأليب قبائل الاطراف على السلطة المركزية السعودية ، هذا التصادم الكلامي مقدمة للإنتقال من وضع إلى آخر، تتريث الرياض في الإفصاح عنه بإنتظار ضمانات الحماية الأمريكية لأجواء وأراضي المملكة ،بما في ذلك التوقيع مع واشنطن على معاهدة الدفاع المشترك.
تدرك السعودية إن داخلها من نيوم وحتى حقول النفط ، مهدداً إن لم تفعل الآن ما يزيل هذا الخطر بكُلفة محسوبة جيداً ، فسيظل في حالة تهديد مستدام مابقي الحوثي خنجراً مغروزاً في الخاصرة السعودية.
حرب أو لا حرب؟
الخيار الثاني يتراجع في ما يتعزز الخيار الأول بقوة.