آخر تحديث :الإثنين - 03 فبراير 2025 - 10:40 م

كتابات واقلام


الفشل خطوة نحو النجاح

الإثنين - 03 فبراير 2025 - الساعة 07:09 م

حسين أحمد الكلدي
بقلم: حسين أحمد الكلدي - ارشيف الكاتب


في العام 2006م، أردت خوض تجربة التصنيع لأول مرة، وعملت على تجهيز ونقل الموظفين من مقر الشركة إلى المصنع لتطوير الإنتاج والعلامة التجارية، والسيطرة على الإدارة، واختصار التكاليف. ولكن الموظفين لم يتقبلوا الفكرة، واستقال الجميع بعد استلام مرتباتهم مباشرة، وتعتبر هذه أول صدمة واجهتني.
ثانياً، لم أستطع إدارة الشركة في السعودية والصين ومتابعة عملياتها بشكل دقيق، والاطلاع على المبيعات مع العملاء وإدارة الموظفين.
ثالثاً، عدم القدرة على المواءمة بين العمل والأسرة في آنٍ واحد.
رابعاً، فترة العمل الطويلة التي كانت ترهقني كنت أعمل من الساعة التاسعة صباحاً إلى الثانية صباحاً، بالرغم من تحقيق النجاح بشكل كبير ومنقطع النظير، إلا أن تلك المعوقات جعلتني أعيد النظر في استراتيجياتي بشكل كامل فأعدت افتتاح مكتب للشركة خارج المصنع مجدداً، وبدأت العمل عبر المصانع التي تعاملت معها سابقاً. وبذلك، اضطررت إلى تغيير الخطط بشكل تام ومختلف تماماً عندما تعرضت لكل هذه الظروف الصعبة مجتمعة واجهت مخاطر الإفلاس بسبب ديون العملاء في السوق التي لم تُتحصل بالاضافة الى التخلي عن المصنع وضعف السيطرة على الإدارة ككل ونتيجة ضغوط العمل حينها قررت خوض تجربة جديدة وإدخال موظفين جدد يتمتعون بقدرة كافية على التصنيع والبيع بإدارة ذكية وفعالة لكن حدثت مفاجأة أخرى حيث فشل الفريق الجديد بالكامل مما دفعني إلى إعادة ترتيب الإدارة مجدداً كما ألغيت فكرة تصنيع الملابس نهائياً، وتخليت عن جميع الموظفين السابقين في السعودية والصين جميعا باستثناء قسم المحاسبة في الصين فقط في هذه المرحلة استدركت مقولة صديق لي وهو رجل أعمال من هونغ كونغ: "إن مكتباً صغيراً يعمل بشكل ممتاز أفضل من مكتب كبير يؤدي نفس الغرض ولكن بشكل ضعيف." لذلك، بدأت بترتيب الشركة من جديد وكان ذلك تحدياً كبيراً في مرحلة ضعف شديدة بجوانب عديدة بكل الشركتين حيث كانت ديون العملاء للشركة في السوق كبيرة ولم تُتحصل وذلك نتيجة الاستغناء عن الموظفين السابقين ذوي الخبرة بالإضافة إلى الانتقال إلى خط عمل جديد مختلف تماماً عن السابق ولهذا، قررت التحدي وخوض تجربة جديدة من أصعب التجارب التي مررت بها وقمت برسم خطة استراتيجية ديناميكية واضحة قائمة على تفادي جميع الأخطاء السابقة وكانت أكثر حزماً في التنفيذ .
وقد قرأت لتوماس إديسون قوله:
"إن النجاح ما هو إلا لعبة أرقام تعتمد على الجهد الذكي وقانون الاحتمالات، وأنت سوف تتعلم من كل اختبار أو فشل، ثم ستنجح حتماً. الفشل ما هو إلا فرصة أخرى للبدء بذكاء من جديد والشخص المهتم بالنجاح يعتبر الفشل جزءًا صحيحًا وحتميًا من عملية الوصول إلى القمة. وفي حالة تجنبك للفشل أو شعورك بالخوف منه فإنك تتجنب النجاح. وكتب ديل كارنيجي: ان أنجح الرجال يستفيدون من أخطائهم ويحاولون مرة أخرى بطريقة مختلفة." واعتبرت أن من أهم الخطوات نحو النجاح هي ألا تخاف الفشل أو تتجنبه بل يجب أن تتعلم خلال مسيرتك من كل شيء يحدث لك خلال الحياة اليومية وتستطيع معالجته من خلال نتائج سابقة حدثت لك وتعلمت منها.
لا تعد بالتفكير في الماضي، بل ركز على المستقبل وإيجاد الحلول لما أنت فيه، بدلاً من التركيز على المشكلة ذاتها. استفد من الدروس التي مررت بها كما قال الفيلسوف فريدريك نيتشه: ما لا يقتلك يجعلك أقوى."إن إيمانك بنفسك يمثل أساساً عميقاً لثقتك بنفسك، مما يمكنك من تأسيس حياة رائعة وأكثر إيجابية، ويمنحك قدرة أكبر على التصرف.

32/2025