حجز فريق اتحاد جدة بطاقة تأهله لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، بسيناريو مجنون تغلب فيه على نظيره الشباب بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة.
على ملعب الإنماء حملت مباراة الاتحاد والشباب أكثر من سيناريو، بعدما تقدم العميد أولاً في شوط أول حسمه "النمور" بهدف، ثم تعادل وتقدم لليوث في غضون 3 دقائق من الشوط الثاني، وأخيرا عودة متأخرة للاتحاد في آخر الدقائق والوقت بدل من الضائع.
سجل ثلاثية الاتحاد، فابينيو "ركلة جزاء"، ودانيلو بيريرا "هدفين"، بينما أحرز هدفي الشباب الأرجنتيني جوانكا.
وينتظر الاتحاد الفائز من القادسية والرائد في نهائي البطولة، حيث يتقابل الفريقان مساء الأربعاء على ملعب مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية.
بداية قوية
البداية كانت قوية والمبادرة كانت اتحادية حيث جاء التهديد مبكرا في الدقيقة الثالثة عن طريق عبدالرحمن العبود بعد هجمة منظمة لكن بوشان حارس الشباب تصدى للمحاولة.
واستطاع الاتحاد أن يحصل على أفضلية مُبكرة بركلة جزاء في الدقيقة 11، إثر تدخل ضد العبود، ليستفيد فريق المدرب لوران بلان من الفرصة الذهبية للتقدم.
ولم يفوت البرازيلي فابينيو نجم خط الوسط، الفرصة ليسجل أول أهداف العميد من ركلة الجزاء، رغم وجود المتخصص كريم بنزيما الذي كان قد أهدر من قبل جزائية في كلاسيكو الهلال بالدوري.
أفضلية الاتحاد لم تحرم الشباب من الخطورة، حيث تصدى القائم الأيسر للحارس الصربي رايكوفيتش لتسديدة أرضية من البرتغالي بودينسي ليظل التقدم للنمور، وذلك بعدما أضاع حامد الغامدي فرصة التعزيز من تمرير موسى ديابي صانع هدايا فريقه.
وفي الدقيقة 23 توغل البلجيكي داخل منطقة جزاء كاراسكو ليسقط إثر كرة مشتركة مع فابينيو لكن الحكم أشار باستمرار اللعب رغم الاعتراضات الشبابية.
وعاد كاراسكو نفسه ليهدد مرمى رايكوفيتش بتسديدة بعد توغل لتمر محاولة أخرى خطيرة للشباب.
وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقة صادف الاتحاد سوء حظ بإصابة أحد المتألقين عبدالرحمن العبود، ليخرج ويشارك بدلا منه عبدالعزيز البيشي.
شوط الشباب
الشوط الثاني انقلب الحال رأسا على عقب، فبدلاً من افضلية الاتحاد على مستوى المحاولات والنتيجة أيضا، كان لليوث أفضلية على حساب النمور.
وأضاع عبدالرزاق حمد الله فرصة محققة للتسجيل بعدما تلقى عرضية من جوانكا أمام المرمى، ليسدد لكن الحارس الاتحاد تصدى بشكل رائع.
ودفع بلان بالثنائي حسام عوار وفواز الصقور، بدلا من حامد الغامدي ومهند الشنقيطي، رغبة من المدرب الفرنسي في إعادة الأفضلية لفريقه لاسيما هجوميا.
وفي الدقيقة 63 كسر الشباب صمود دفاع الاتحاد وحارسه، بأفضل صورة ممكن، من خلال تسديدة صاروخية أطلقها جوانكا من مسافة بعيدة، فشل الحارس رايكوفيتش في التعامل معها، ليعود الليوث للمباراة.
وما هي إلا 3 دقائق حتى عدل الشباب النتيجة مجددا وعن طريق نفس اللاعب – جوانكا – هذه المرة بضربة رأس بعد عرضية متقنة، وفي غياب معتاد للرقابة الدفاعية من لاعبي الاتحاد.
ثنائية الشباب التي سلجها الفريق العاصمي في غضون 3 دقائق أصابت الاتحاد بالإحباط، فرغم محاولات الاستفاقة لم يستعد "الإتي" ولاعبوه توازنهم بعد ضربتي جوانكا، رغم ذلك استمرت المحاولات حتى النهاية، خاصة مع احتساب 11 دقيقة وقت بدل من ضائع.
تعادل قاتل
وفي الدقيقة 92 تمكن المدافع البرتغالي دانيلو بيريرا من تسجيل هدف التعادل للاتحاد، بضربة رأس أمام المرمى، بعدما تابع كرة ارتدت من حارس الشباب.
واستمر الجنون والإثارة في قمة الاتحاد والشباب حتى الثواني الأخيرة، فبعد التعادل القاتل للعميد، لم يكتف لاعبوه بالعودة للمباراة بعد التأخر، بل سجل دانيلو مُحرز هدف التعادل، هدفاً ثالثاً للاتحاد في الدقيقة 99، ليقود فريقه للتقدم بنتيجة 3-2.
دانيلو تابع عرضية من ركنية تهيأت له أمام المرمى في غفلة من دفاع الشباب ليسكنها شباك الحارس الأوكراني ويكمل الريمونتادا المثيرة.
التقدم المثير للاتحاد كان بمثابة رصاصة الرحمة، في صدر طموحات الشباب وآمال الوصول لوقت إضافي على الأقل بعدما فقد الليوث تقدمهم وحتى التعادل في الوقت بدل من الضائع.