عمليات القصف ستصبح من الأعمال اليومية ، وتدمير بنى الحوثي وإغتيال قياداتهم ، هي ضمن الأهداف المركزية.
لم يعد الخلاص من الحوثي قضية للنقاش ، هو قرار دولي إقليمي بات ونهائي، أكان ذلك بشراكة مستترة للجوار ، أو بتغطيتة لنفقات الهجمات الصاروخية أو تقديم الخدمات اللوجستية من فتح الأراضي والأجواء أمام الطائرات الأمريكية المغيرة.
الحوثي يتفكك حد التبخر ، ويترك خلفه البلاد مفتوحة على أسئلة مابعد الرحيل، حول جاهزية خصومه لإستكمال الصفحة الأخيرة من سيطرة مليشاوية دامت لعشر سنوات ، وملء فراغ الحكم بمشروع سياسي توافقي يحظى بإجماع فرقاء العمل المنضوين تحت سقف مجلس القيادة الرئاسي ، أم أننا أمام حالة من الإفتراق وغياب لموقف موحد يرسم ملامح خارطة جديدة لا تقصي أحداً، ولا تستأثر بالحكم وتعيد إنتاج منظومة السلطة السابقة، المغرقة بذهنية الإستعلاء القبلي والإستقواء العددي، وهوس التفرد بالسلطة والثروة.
حديث رئيس مجلس القيادة عشية العيد كان متفائلاً لجهة البوح بمقدم إستعادة صنعاء عسكرياً ، وإعتباره أقرب من أي وقت مضى ، وكذا حيوية النشاط الدبلوماسي الخارجي لقيادة الإنتقالي وفي ذات الإتجاه ، ما يكشف إن ضغطاً مافوق وطني أجبر هذا الاطار الشرعي، او جسر الفجوة ،وساعد على صياغة رؤية مشتركة ،لجهتي الحشد العسكري للتحرير ، والتوافق السياسي على شكل الدولة في مرحلة مابعد الحوثي.
الجميع يتمنى أن تكون هذه الحرب هي الأخيرة في تاريخ الصراع السياسي اليمني ،وأن تفضي إلى وضع اليد على جذر إعادة إنتاج الصراعات المسلحة ، وتعترف بحقوق الآخر المختلف قوى سياسية إجتماعية وجغرافيا.
من غير المضي نحو رسم خارطة طريق بينية ، فإننا سنمضي من حرب على وشك الحسم ، إلى حرب إلغاء وضم تأخذ طابع الإستدامة ، حتى وإن تم إحياء تحالفات ماقبل حرب 94.
الحوثي عمره لم يعد يقاس بالسنوات ، وعلينا أن نستعد من الآن لتسويات مابعد الإنتصار ،ومغادرة الغلبة وعقلية القوة .