آخر تحديث :الثلاثاء - 01 أبريل 2025 - 08:54 م

كتابات


ذكرياتي في ذكرى انتصار عدن ومشاركتي في المقاومة الجنوبية

الخميس - 27 مارس 2025 - 11:10 م بتوقيت عدن

ذكرياتي في ذكرى انتصار عدن ومشاركتي في المقاومة الجنوبية

أم الشهيد / انتصار الهدالي*

منذ انطلاقة المقاومة الجنوبية، كنت على يقين بأن خدمة وطني وشعبي واجب مقدس، فكان لي الشرف أن أكون جزءًا من هذه المسيرة البطولية، حيث تم تكليفي من قِبَل قيادة المقاومة الجنوبية بإدارة دائرة الجرحى والشهداء، وهي مسؤولية حملتها بكل إخلاص، إدراكًا لأهمية هذا الدور في دعم الأبطال الذين ضحّوا بأرواحهم وأجسادهم من أجل الحرية والاستقلال.


دوري في دائرة الجرحى والشهداء


منذ تولي هذه المهمة، كنت أسعى جاهدًا لتقديم الرعاية اللازمة لأسر الشهداء والاهتمام بالجرحى الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن وطننا الغالي

. شمل عملي:


1. توفير الرعاية الطبية للجرحى


متابعة حالتهم الصحية في المستشفيات المحلية



تسهيل إجراءات السفر للعلاج خارج الوطن لمن يحتاجون إلى عمليات جراحية متقدمة.



تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.




2. رعاية أسر الشهداء


تقديم الدعم المادي والمعنوي لعائلات الشهداء.


التنسيق مع الجهات المختصة لتأمين حقوقهم القانونية والمادية.


3. التوثيق والتنسيق


توثيق أسماء الشهداء والجرحى ضمن قاعدة بيانات دقيقة لضمان حصولهم على حقوقهم.


التنسيق مع المؤسسات الحقوقية والإنسانية لدعمهم.


متابعة الملفات مع الجهات الرسمية لضمان عدم إهمال أي جريح أو أسرة شهيد.





التحديات التي واجهتها


لم يكن العمل في هذه الدائرة سهلًا، فقد واجهنا تحديات كبيرة، منها نقص الإمكانيات المالية والطبية، وصعوبة التنسيق مع بعض الجهات الرسمية، لكن الإرادة القوية والإيمان بعدالة قضيتنا كانا دائمًا دافعًا للاستمرار والتغلب على الصعوبات.


رسالة وفاء وعهد


لا يزال أمامنا الكثير لنقدمه لشهدائنا وجرحانا، فهم أساس نضالنا وأبطال قضيتنا. وبفضل صمود شعبنا وتضحيات مقاومته، سنستمر في العمل حتى تحقيق أهدافنا في الحرية والكرامة والاستقلال.


هذا التكليف لم يكن مجرد مهمة، بل كان شرفًا عظيمًا ومسؤولية تاريخية حملتها بكل فخر.


مساهمة التحالف العربي ودولة الإمارات في دعم المقاومة الجنوبية


لا يمكن الحديث عن مسيرة المقاومة الجنوبية ورعاية الجرحى وأسر الشهداء دون الإشادة بالدور الكبير الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. فقد كان لدعمهم السخي أثر عظيم في التخفيف من معاناة شعبنا، ومساندة الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل الحرية والاستقلال.


دور الإمارات والتحالف العربي في دعم الجرحى والشهداء


منذ بداية المعركة ضد الميليشيات الحوثية، قدمت الإمارات والسعودية دعمًا لا محدودًا في عدة مجالات حيوية، أبرزها:


1. الرعاية الطبية للجرحى


إنشاء مستشفيات ميدانية في مناطق المواجهات لعلاج المقاتلين.


نقل الجرحى إلى الخارج للعلاج في مستشفيات متقدمة، وخاصة إلى الإمارات، والسعودية، ومصر، والأردن.


توفير الأدوية والمستلزمات الطبية لإنقاذ حياة العديد من المقاتلين والمدنيين.




2. الدعم المادي والغذائي


تقديم المساعدات المالية لعائلات الشهداء والجرحى لضمان استقرارهم المعيشي.


إرسال شحنات غذائية ومساعدات إنسانية للمناطق المحررة، مما ساهم في تخفيف معاناة الشعب الجنوبي.


تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، وبناء وتأهيل المدارس والمستشفيات والبنية التحتية التي دمرتها الحرب.




3. التنسيق العسكري والدعم اللوجستي


تقديم الإسناد العسكري الجوي والبحري والبري للمقاومة الجنوبية، مما ساعد في تحرير المدن من الميليشيات الحوثية.


تدريب وتأهيل القوات الجنوبية على أحدث أساليب القتال، مما عزز من كفاءة وقدرات المقاتلين في الميدان.





عرفان ووفاء


إن الدعم الذي قدمته الإمارات والسعودية لم يكن مجرد مساعدة عابرة، بل كان موقفًا أخويًا صادقًا يعكس عمق العلاقة التاريخية بين شعبنا وأشقائه في الخليج. هذا الدعم ساهم في صمودنا واستمرار نضالنا حتى تحقيق الانتصارات الميدانية.


ختامًا


باسمي، وباسم جميع الجرحى وأسر الشهداء، وباسم المقاومة الجنوبية، نتقدم بخالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة وللتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، على كل ما قدموه لشعبنا من دعم لا يُنسى. سيظل هذا الموقف محفورًا في ذاكرة الأجيال، ولن ننسى من وقف معنا في هذه الظروف



ام الشهيد / انتصار الهدالي

مديرة لدائرة الجرحى والشهداء