آخر تحديث :الأربعاء - 26 مارس 2025 - 05:49 ص

الصحافة اليوم


​الحوثيون يعتقلون شباناً ذهبوا إلى مناطق سيطرة الشرعية

الإثنين - 24 مارس 2025 - 02:33 م بتوقيت عدن

​الحوثيون يعتقلون شباناً ذهبوا إلى مناطق سيطرة الشرعية

عدن تايم/ الشرق الأوسط

في حين يضيّق الحوثيون على المدنيين الذاهبين إلى مناطق سيطرة الشرعية أكد سجين سابق أن المحققين طلبوا من النشطاء التهوين من آثار الضربات الأميركية


في حين يضيّق الحوثيون على المدنيين الذاهبين إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، أكد سجين سابق أن المحققين طلبوا من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي التهوين من آثار الضربات الأميركية على مناطق سيطرتهم، وسط حديث نشطاء في الجماعة عن مزاعم فساد في إدارة السجون بصنعاء وقطاع الأدوية.


وبحسب ما أورده سكان في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، فإن وحدة من قوات مكافحة الإرهاب مدججة بالأسلحة، وأفرادها ملثمون، وبصحبتهم امرأة، داهمت قبل أيام منزلاً بسيطاً في حي هبرة شمال شرقي المدينة بعد صلاة الفجر، واقتادت شابين من الأسرة إلى جانب شاب آخر بتهمة السفر إلى مدينة عدن، التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد، بغرض حصول أحد منهم على جواز سفر.


إلى ذلك أفادت المصادر بأن شاباً ذهب إلى عدن للحصول على جواز سفر، وبرفقة صديقه الذي يعيش في صنعاء ولم يغادرها منذ بداية الحرب، وأنه عند عودتهما داهمت قوات من وحدة مكافحة الإرهاب المنزل واعتقلتهما بتهمة أن والد أحدهم يعمل مع الحكومة الشرعية.


وذكرت المصادر أن الأسرة استنكرت واقعة الاعتقال، واستغربت من مداهمة المنزل بتلك القوة، وقالت إنه إذا كانت هناك شبهة، فإن القانون يلزم باستدعائه بشكل رسمي عبر الشرطة، بدلاً من ترويع الأسرة ومن معها من السكان.


ووفق هذه المصادر، فإن شاباً آخر اعتُقل لأسباب متعلقة بذهابه إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، حيث يقوم مسؤولو الأحياء ومندوبو المخابرات الحوثية برفع تقارير عن السكان وتحركاتهم.


وتتضمن تلك التقارير وشايات، واتهامات غير صحيحة، أغلبها مرتبط بمدى مشاركة السكان في الفعاليات الطائفية، والالتزام بالتبرع لحملات جمع الأموال التي تنظمها الجماعة الحوثية بصورة دائمة، وتتهم من لا يشارك فيها بأنهم مدسوسون ومتعاونون مع خصومهم.


تقليل من أثر الضربات

ذكر السجين السابق لدى الجماعة الحوثية عبد الرحمن البيضاني أنه خلال اعتقاله في جهاز المخابرات الحوثي، استدعي إلى غرفة التحقيق حيث واجهه المحقق بمجلد كامل عن أهم منشوراته، يعود بعضها إلى عام 2015، حيث كان يسأله عما يقصده في كل منشور، وأنه في نهاية الاستعراض سأله المحقق عن موقفه من قصف أميركا وإسرائيل لمناطق سيطرة الجماعة، فرد عليه مؤكداً أنه ضد قصف بلاده، وبالذات عندما يتم استهداف منازل المدنيين أو البنية التحتية، لكن ذلك أثار غضب المحقق.


وبحسب ما أورده البيضاني، وصف المحقق ذلك التعبير بأنه خطأ لا ينبغي تكراره، لأنه بهذا يشعر الأميركيون بأنهم دمروا البلاد أو أثروا على قدرات الحوثيين، وأبلغه أنه كان من المفترض أن يقلل من شأن ذلك القصف.


هذه الوقائع تأتي مع إفراج الحوثيين عن الشاعر عبد الوهاب الحراسي، بعد أسبوع من اقتحام منزله والاعتداء عليه من عناصر أمنية في مدينة ذمار، الواقعة جنوب صنعاء، بتهمة الإساءة لأحد المشرفين الحوثيين عندما وجه نقداً لممارساته في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي.


ووفق ما ذكره ناشطون في المدينة، ظل الحراسي في سجن البحث الجنائي دون أن تُوجه له تهمة، أو يُحال للنيابة للتحقيق معه، ما جعل اعتقاله مخالفة قانونية. وأكدوا أن حملة التضامن الواسعة معه أجبرت المشرف الذي أمر باعتقاله على إطلاق سراحه.


اتهامات بالفساد

مع زيادة رقعة الفساد والفقر في مناطق سيطرة الحوثيين، دخل ناشطو الجماعة على خط انتقاد هذه الممارسات، حيث تحدث الناشط محمد الجرموزي عما وصفه «بالفساد الهائل» في إصلاحية السجن المركزي في صنعاء، واتهم مديرها بالاستيلاء على مبلغ 13 مليون ريال شهرياً (نحو 24 ألف دولار) وقال إن الرجل يحمل رتبة عميد في حين أنه لم يصل بعد إلى رتبة رائد، كما اتهم المسؤولين عن إصلاحية السجن المركزي والسجون الاحتياطية بالشللية.


بدوره، حذر الناشط طه الرزامي من أن المتورطين بوفاة عشرة أطفال بالأدوية الفاسدة قبل سنوات، بقيادة عبد الإله عباس شقيق رئيس الهيئة العليا للأدوية، يسعون الآن إلى تكرار جريمتهم بإدخال أدوية مهربة ومن مصادر مجهولة، بعد الإفراج عن شحنات من المحاليل الوريدية وغيرها، وإعفاء مستورديها من الغرامات وعدم إخضاعها للفحص والتحليل.


وذكر الرزامي أن هذه الشحنة من الأدوية موجودة في المنافذ الجمركية في مناطق سيطرة الجماعة، وأنه جارٍ المتابعة للإفراج عنها بقيادة ياسر الشاطر. وجزم بأن الشحنة مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات، وأن الرجل يستغل شبكة من «المرتشين» الذين باعوا ضمائرهم لإغراق البلاد بأدوية ملوثة ومميتة، ومستوردة بطريقة غير قانونية وغير مسجلة لدى الهيئة.


أما الوزير السابق في الحكومة الحوثية غير المعترف بها، ناصر باقزقوز، فقد اشتكى من رفض إدارة مدارس النهضة الأهلية بصنعاء، التي استولى عليها الحارس القضائي للحوثيين، تسليم ابنته بطاقة دخول امتحانات الشهادة الثانوية العامة، بسبب عدم استكمال دفع بقية الرسوم الدراسية المقررة عليها. وذكر أن الإدارة أعلنت أنها ستغلق أبوابها وتحرم الطالبات من دخول الامتحانات إذا لم يُدفع ما عليهن قبل نهاية هذا الأسبوع.