آخر تحديث :الأربعاء - 26 مارس 2025 - 05:49 ص

كتابات واقلام


أخبار.. للتضليل والتبرير

الثلاثاء - 25 مارس 2025 - الساعة 09:07 م

سعيد أحمد بن اسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق - ارشيف الكاتب


علينا أن نعرف، فهل هذا فضول؟! فإن كان فضول فأهلا به، لان الحق لا ينهض إلا بالمعرفة.. قد يسألني سائل: كيف؟ اقول لك: لأن المعرفة قوة تمكننا من الحصول على بعض حقوقنا المهدرة.. فيكفي ان هدر منا الكثير من الحقوق فضاعت علينا فرص الدفاع عن أنفسنا بسبب نقص معرفتنا بما يخطط لنا وبالتالي عدم قدرتنا على التصدي له في أوانه وهو لا يزال مجرد مخطط مشبوه خبيث يستهدفنا، فالانتظار غباء في مثل هذه الحالات وأنت في حالة حرب.. حتى لا تكن في تخبط لردود الأفعال بعد فوات الأوان، وكم حذرنا من مغبة الاهمال في منشورات لنا سابقة، حتى الاشاعات لها خبراء متخصصين وهذا يتطلب من الجانب الآخر دراستها وتحليلها للوصول الى معرفة الغاية منها للعمل على افشال ما يصبو إليه العدو من تحقيقه ومعرفة العقلية التي يسير عليها، من خلال تعبير الخبر نفسه ووقته والحالة التي فيها المواطنون ومدى تقبل المنشور والآثار المترتبة عليه.

علينا أن ندرك أن معرفة الحقائق بعد فوات فاعليتها لا قيمة لها، حيث ان المعرفة وتحققها كقوة ترتبط بزمن فاعليتها وليس بعد فوات زمنها. وفي هذا السياق قرأنا تحت عنوان (عاجل وهام) خبرا كما وصفه ناشره:بأنه وصله من مصدر موثوق الخبر يقول:(أن الحوثيين أبلغوا أمريكا عبر الوسيط العراقي عادل عبدالمهدي الذي جاء الى صنعاء وعبر الوسيط العماني بأنهم مستعدون أن يوقفوا هجماتهم الصاروخية على الملاحة البحرية وعلى اسرائيل مقابل أن يستولوا على مأرب بدعم أمريكي.. ويدرس الجانب الامريكي هذا الطلب بجدية، ويبدو أن ترامب ومستشاريه بحسب المصدر موافقون مبدئيا على هذا العرض لانهم لا يريدون التورط أكثر في هذه الحرب، لكنهم يربطون موافقتهم هذه بقدوم ايران الى طاولة المفاوضات التي فرضها عليهم ترامب) الى هنا أنتهى الخبر .فقد يكون الخبر في حد ذاته من ضمن حملة اعلامية لتضليل الرأي العام لخلط أوراق الاوضاع في حضرموت، لكن أهم ما في هذا الخبر بطريقة احصائية دقيقة هو طريقة تغير تغطية اعلام العدو لموضوع مأرب.. حيث سبقت تصريحات بوضع حضرموت ضمن أقليم مأرب لهيمنة العدو على حضرموت ومن خلالها سعيه على الجنوب الذي يتمثل في الهيمنة على الثروات الوطنية وخاصة للحقول النفطية منها وباب المندب وللجزر المتحكمة بالممر الدولي ولا زالت الامور تتكشف مع ما ترمي إليها إيران في سعيها لقيام الامبراطورية الفارسية من خلال الهيمنة على الجنوب العربي لموقعه الاستراتيجي وما يملكه من ثروات طبيعية وإلا لماذا كل هذه الاشاعات ونشرها على نطاق واسع في الجنوب دون الشمال وتكوين المكونات وامدادها بالاموال السخية واليوم بالعتاد؟ لم يأتي كل هذا من فراغ، ولا نستبعد الجانب الدولي في ظل الصراع على الممرات التجارية الدولية.

والاهم من كل هذا هو كسب الحرب اعلاميا قبل اطلاق النار، وعلينا كجنوبيين ان نعيش مع العالم لمعرفة مايدور، وان نكون على وعي كبير للمرحلة الصعبة وما نواجهه من تحديات كبيرة ولذا فالاوضاع تفرض علينا من تطوير للاعلام بما يتوافق مع المرحلة باعتبار ان إمتلاك المعلومة احد أسلحة الحرب الاساسية.. وقد اثبتت الدراسات ان استخدام الصحفيين كانت احدى الأدوات في خلق معلومات صديقة حيث امكانيات ترويجها وخلق المصداقية لها، والرقابة الكاملة على كل كلمة يكتبونها بحجة عدم استفادة العدو من اي معلومات ولكن اثبتت التحليلات ان 90% من تقارير الصحفيين ايجابية أو محايدة.

ان الخبر المنشور بحد ذاته يستهدف حضرموت أكثر من مأرب، وبالتالي على الجنوب بصورة عامة ان صدق.. فذكر مأرب فيه هو إيحاء للهيمنة على المفصل الرئيسي للجنوب من خلال ضم حضرموت الى اقليم مأرب كما يروج له، فما زال الوضع في حضرموت حساس والقلوب مشحونة والمرحلة تكتنفها الغموض مما يحتم على الجنوبيين تحكيم العقل وعدم اغفال اي خبر منشور مهما كانت تفاهته في أعين البعض، وتشكيل لجنة متخصصة في تحليل ما ينشر حسب المصدر أو بدونه للجاهزية قبل وقوع الفأس على الرأس.

والسؤال لو صدق الخبر.. فهل يتم تحريك المنطقة العسكرية الاولى الى مأرب للدفاع عنها أو الابقاء عليها في سيئون ويكفي من ينوب عنها كالعادة ؟