آخر تحديث :الإثنين - 17 مارس 2025 - 08:32 م

الصحافة اليوم


ضرب مقرات ومخابئ.. هل بدأ ترامب بتصفية القيادات الحوثية؟

الإثنين - 17 مارس 2025 - 03:03 م بتوقيت عدن

ضرب مقرات ومخابئ.. هل بدأ ترامب بتصفية القيادات الحوثية؟

تقرير عبداللاه سميح

تدخل العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين فصلا جديدا من التصعيد، مع تنفيذ ضربات مباشرة استهدفت مقرات ومخابئ قيادات الجماعة، للمرة الأولى منذ بدء الهجمات الأمريكية مطلع العام الماضي.


وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، يوم الأحد، في تصريحات لقناة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، مقتل عدد من قادة الميليشيا اليمنية خلال الهجمات التي شنتها واشنطن السبت/ الأحد، واصفًا إياها بأنها "استجابة ساحقة استهدفت العديد من قادة الحوثيين وقضت عليهم".




وكشفت مصادر عسكرية يمنية، لـ"إرم نيوز"، خلال الساعات الماضية، أن المقاتلات الأمريكية استهدفت مبنى سكنيًا في منطقة "الجراف الغربي"، شمال غرب صنعاء، في أثناء وجود عدد من القيادات الحوثية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. كما استهدفت الضربات مخابئ سرية في محافظة صعدة، كانت تُستخدم كملاجئ آمنة لقيادات أمنية وعسكرية منذ عدة أشهر.


ومنذ الأسبوع الماضي، بدأت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بنشر صور وأسماء سبعة من قيادات الحوثيين الذين أدرجتهم واشنطن حديثًا في قائمة العقوبات، وذلك بعد أيام من تصنيف الميليشيا منظمة إرهابية أجنبية، في خطوة يراها مراقبون بمثابة "تبرير لاستهدافهم ومن يرتبط بهم".



ويرى مستشار رئيس الحكومة اليمنية السابق، سام الغباري، أن نهج الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب مختلف عن الاستراتيجيات السابقة في التعامل مع الملف اليمني، وهو ما يتجلى في الضربات التي استهدفت قيادات حوثية بارزة، "رغم عدم وضوح تأثيرها حتى الآن، إلا أنها تبدو أعمق من مجرد استعراض للقوة".


وقال الغباري، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن هذه الضربات تكشف عن اختراق استخباري عميق داخل البنية القيادية للميليشيا، "ما يعني أن المرحلة المقبلة قد تشهد اغتيالات دقيقة لقادة بارزين، سواء عبر الغارات الجوية أو من خلال عمليات خاصة تنفذها وحدات سرية على الأرض".



وأضاف أن استهداف القيادات الحوثية لا يقتصر على تصفية أفراد بعينهم، بل يهدف إلى تفكيك البنية التنظيمية للجماعة، من خلال ضرب شبكات التمويل وتعطيل خطوط الإمداد، وخلق حالة من الرعب والاضطراب داخل صفوف الميليشيا، وهو ما بدأت ملامحه تظهر من خلال موجة الفرار الجماعي والانهيارات الداخلية في بعض المعسكرات.


ورجّح الغباري أن واشنطن لن تنخرط في مواجهة شاملة تشمل تدخلا بريا أو فرض مناطق سيطرة عسكرية، في ظل تجاربها السابقة غير الناجحة في العراق وأفغانستان. لكنه أشار إلى أن استمرار الضربات الأمريكية لمدة 100 يوم، كما هو متوقع، قد يؤدي إلى إضعاف شديد لقدرات الحوثيين الهجومية، وزيادة الضغوط الأمريكية على إيران، وربما استهداف مواقع إيرانية في اليمن وسوريا.



وأكد أن استراتيجية ترامب تتجاوز الضغط التكتيكي، في ظل إعادة تشكيل موازين القوى؛ ما يضع الحوثيين أمام خيارين: إما التفكك الداخلي، أو مواجهة ضغوط غير مسبوقة قد تؤدي إلى زوالهم ككيان مسلح مؤثر في اليمن.


تفكيك القيادة الحوثية

من جهته، يرى رئيس مركز "أبعاد للدراسات والبحوث"، عبدالسلام محمد، أن الصور التي نشرها البيت الأبيض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أثناء وجوده في غرفة العمليات يوم الأحد، تشير إلى أن الهدف كان "رأسا كبيرا" قد تم استهدافه بنجاح.


وأوضح عبدالسلام، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن هذه الصور تعد "مؤشرا قويا على جدية التوجه الأمريكي لإضعاف الحوثيين، وربما تفكيكهم وإنهائهم".


وأشار إلى أن ترامب حدد منذ عودته إلى البيت الأبيض استراتيجيته في التعامل مع الحوثيين، والتي تقوم على المواجهة المباشرة، وهو ما بدأه بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية.


وأضاف أن الولايات المتحدة اتخذت هذه الخطوة نتيجة لشعورها بتهديد الحوثيين الكبير لممرات الملاحة الدولية، وعلاقتهم الوثيقة بإيران؛ ما يجعلهم مصدر تهديد للأمن الإقليمي والدولي.


ووفقا لعبدالسلام، فإن الهدف الأمريكي هو إعادة الاستقرار إلى المنطقة، "وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا بالقضاء على الأدوات الإيرانية التي لا تجيد سوى الفوضى".


إرباك وصدمة في صفوف الحوثيين

أما الباحث في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، فيرى أن أي عملية عسكرية ضد الحوثيين لن تحقق نجاحا حاسما ما لم تبدأ، خلال أول يومين، باستهداف زعيم الجماعة وأبرز خمس قيادات بجواره.


وقال الجبرني، في تدوينة على منصة "إكس"، إن الحوثيين يعتمدون على تماسك قرارهم، وقدرتهم على استيعاب الضربات وإعادة ترميم صفوفهم، "طالما أن مركز الجماعة لم يتأثر".



لكنه أشار إلى حالة الإرباك والصدمة التي اعترت الحوثيين بعد الضربات الأمريكية الأخيرة، رغم استعدادهم المسبق وإعلانهم المتكرر عن جاهزيتهم القصوى لأي سيناريو، واستفادتهم من تجربة "حزب الله" اللبناني.