آخر تحديث :الإثنين - 17 مارس 2025 - 02:34 ص

كتابات واقلام


عن المناضل الدكتور أحمد الوطحي

الأحد - 16 مارس 2025 - الساعة 11:38 م

حكيم الشبحي
بقلم: حكيم الشبحي - ارشيف الكاتب


يعد الدكتور أحمد صالح علوي الوطحي أحد الشخصيات النضالية البارزة التي لعبت دورا محوريا في مسيرة التحرر الوطني وترسيخ دعائم الدولة في الجنوب. منذ شبابه كان الوطحي حاضرا في ميادين النضال متنقلا بين ساحات الكفاح ومهام تثبيت الأمن والاستقرار بعد الاستقلال.

ولِد الوطحي عام 1948م في منطقة الوطح بيافع وبدأ تعليمه في مدرسة قعطبة عام 1956م لكنه اضطر لمغادرتها بعد تعرضها للقصف من قبل الطيران البريطاني.
في عام 1959م انتقل إلى الكويت حيث واصل تعليمه وانخرط في النشاط السياسي متأثرا بالمد القومي العربي الذي اجتاح المنطقة آنذاك.
انضم إلى حركة القوميين العرب قبل أن يشارك عام 1966م في تأسيس فرع الجبهة القومية لتحرير الجنوب في الكويت.

ومع تصاعد العمل المسلح ضد الاستعمار البريطاني كان الوطحي ضمن الدفعات التي عادت إلى الجنوب للالتحاق بالثورة حيث اضطلع بدور بارز في تثبيت سلطة الجبهة القومية بعد الاستقلال لا سيما في مناطق يافع بني قاصد. وساهم في إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية وتشكيل اللجان الشعبية وإنشاء المحاكم المحلية لمعالجة النزاعات وتأمين المناطق الحدودية التي كانت تشهد اضطرابات.

وفي إطار جهوده لتعزيز بنية الدولة أشرف الوطحي على تأسيس المدارس في مختلف مناطق يافع وساهم في سد النقص الحاد في المعلمين عبر مبادرة تفريغ طلاب الثانويات للتدريس مؤقتا. كما كلف بمهام تنظيمية وإدارية في عدد من المناطق أبرزها منطقة الحد حيث تولى مسؤولية ضبط الأمن وإنشاء معسكرات لحفظ الاستقرار ومتابعة تعيين قوات شعبية لمواجهة التهديدات الأمنية في ظل تصاعد أعمال التخريب وزرع الألغام في الطرقات.

بعد التحاقه بالدراسات العليا وحصوله على شهادتي الماجستير والدكتوراه عين محاضرا، ثم نائبا لوزير التربية والتعليم ورئيسا لمركز البحوث والتطوير التربوي بعدن. كما ساهم إلى جانب مجموعة من الأكاديميين في تأسيس كلية التربية في يافع.

امتدت مسيرته النضالية لعقود متنقلا بين العمل العسكري والتنظيمي والإداري ومؤمنا بأن التحرر لا يكتمل إلا ببناء مؤسسات قوية تضمن العدالة والاستقرار. كما عيّن عضوا في محكمة الاستئناف في القارة ثم عضوا في محكمة الشعب في يافع لبعوس وهي محكمة متخصصة بالنظر في القضايا الجسيمة، مثل قضايا التخريب ضد الوطن وقضايا القتل.

وتبقى سيرته شاهدا على مرحلة مفصلية من تاريخ الجنوب حيث اجتمع فيها الكفاح المسلح مع العمل المؤسسي في سبيل بناء وطن يسوده الأمن والتنمية.

كما كان له دور كبير في تأسيس التعاونيات الاستهلاكية والزراعية في مديريات يافع حيث عين أول مشرف للتعاون والزراعة في يافع.

إن دعم وتكريم هذه الشخصيات الوطنية التي قدمت الغالي والنفيس في سبيل تحرير الجنوب وترسيخ أسس الدولة هو مسؤولية وطنية ومجتمعية ينبغي أن تتبناها الجهات المعنية عرفانا لتضحياتهم ودورهم في بناء المستقبل.