آخر تحديث :الإثنين - 17 مارس 2025 - 03:06 م

كتابات واقلام


الكرة في ملعبكم يا جنوبيين اذاً  ارونا  ماذا انتم فاعلون ؟

الإثنين - 17 مارس 2025 - الساعة 01:53 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


خرج شعب الجنوب في حراك شعبي لم يسبق له مثيل وعندما نقول لم يسبق له مثيل نضع تحته  خطوط حمراء كثيره لاننا عشنا تفاصيل مراحل ثورة 14 اكتوبر   لم يخرج  في المسيرات  المناهضة للاستعمار إلا عدد محدود لا يتجاوزوا بضعة  مئات عدى مسيرتان الاولى اثناء تشييع الشهداء ابناء المكاوي والثانية  يوم تنحي عبدالناصر عن السلطة في مصر.

السؤال فقط : لماذا خرج  شعب الجنوب بهذا الحراك الشعبي العظيم  وهل كان نزهة او رغبة نفر من الناس  ام لان هناك ظلم وإقصاء واهانة للكرامة الجنوبية من قبل تحالف  7/7 
كان النزول  إلى الميادين والساحات  من اهم القرارات الحاسمة  الذي اتخذها شعب  الجنوب  لتغيير المعادلة السياسة  وكان  يعرف  مسبقاً  بانه سيواجه اَلة  القمع اليمنية بصدور عارية ومن منا لا  يتذكر  قنص نشطاء الحراك  في الساحات من قبل قوات النظام ومن منا لا يتذكر  اثناء تشييع الشهداء إلى مثواهم الأخير سقوط   شهداء  آخرين  ومن  افضل كوادر الجنوب ومن منا  لا  يتذكر اغتيال الطيارين والمهندسين والقادة ً العسكريين وهل سيتم نسيان كل ذلك لمجرد ان  البعض حصل    على وظيفة  في شرعية مهترئة عبر تلك الاحزاب.

    تعرض شعب الجنوب بكامله للقمع دون تمييز حتى وصف عند خروجه للساحات سلميا بان  من يقوده اصحاب  المشاريع الصغيرة وعملاء  للخارج لكن فتش  عن هؤلاء حول كيفية وصولهم  للسلطة سيجدون الحقيقة التي لا يستطيعون تغطيتها بمنخل.
   وفي الاخير انحنى عفاش وحلفاءه للعاصفة وقام بتغيير محافظي المحافظات في الجنوب مع قادة المناطق العسكرية ( الجنوبية والشرقية ) مع مدراء الامن من شماليين إلى جنوبيين  وعينوا من بين اعضاء المؤتمر والاصلاح الجنوبيين لعل وعسى يقضي على هذا الحراك الشعبي عبر هذه الالية الجديدة لضرب  الجنوبيين ببعضهم البعض وكانت المفاجئة غير المتوقعة بان القمع لم ينتهي وان هؤلاء واصلوا آلة القمع بوتيرة اقوى وتعرض ابناء الجنوب للقتل  والسجون بل  في عهد هؤلاء المحافظين  والقادة الجنوبيين الآخرين جرت ثلاث مجازر  الاولى في زنجبار ابين والثانية في سناح  الضالع  والثالثة في عدن اثناء الانتخابات الرئاسية.  وبالنتيجة كان  التغيير لا معنى له غير انه  ورط هؤلاء المحافظين  الجنوبيين  وقادة الأمن في صدام دام مع اهلهم وكانت تجربة مريرة عاشها  شعب الحنوب في تلك المرحلة الحرجة.

اليوم كل محافظي المحافظات الجنوبية من ابناءها مع قادة  الامن وحتى تواجد قوات جنوبية بمختلف تشكيلاتها على ارض الجنوب لكن  الوضع  المعيشي  لشعب الجنوب مع الاسف  اسوأ مما كان عليه  في سنوات الحراك الشعبي السلمي  ما  الذي جرى ويجري اليوم  ما هي مواقف هؤلاء هل سيتكرر ما حصل في السنوات الماضية. 
السؤال :هل هناك من يجبرنا على البقاء في هذا الوضع البائس معلقين منتظرين نتائج حرب  لا يريد اصحابها ان يقاتلوا ويحرروا ارضهم بل يريدوا ان يفرضوا سيطرتهم على  الجنوب وهل هناك من  يجبر شعب الجنوب  ان يظل يعيش  في فقر مدقع وخدمات متدنية بل تحت الصفر  وخيرات بلادنا  توزع على اخرين عبر الاستحواذ  بالباطل على  موقع القرار عبر الشرعية  التي تتصرف  بتعجرف  وتعالي على شعب الحنوب وهل هناك من  يجبر شعب الحنوب ان يظل  يعيش بدون خدمات كهرباء ولا خدمات صحية ولا تعليم ولا اي شيىء صالح للحياة في الجنوب  بسبب ادارة  الشرعية الفاشلة وفي ظل قيادات جنوبية  تقود المحافظات الجنوبية  ولم يسمح للجنوب ان يدير ذاته  تحت حجج واهيه بينما يسمح لآخرين بادارة مناطقهم في مارب وتعز  والمخاء.

السؤال طالما كل قيادات الجنوب من الجنوبيين وكذا مشاركين  في الحكومة  وفي مجلس الرئاسة والوضع إسوأ مما كان عليه ما  الذي يمنعهم ان يجتمعوا تحت سقف الجنوب ويحموا شعب الجنوب  ويقدموا له خدمات يستحقها  لكي يعيش  حياه كريمه  او ان ولائهم  الحزبي مقدم على ولائهم لاهلهم ووطنهم الجنوب  وهل لا زالت بيعتهم لاحزابهم  مقدمة على بيعتهم لشعبهم في الجنوب والسؤال هل لا زالوا ملتزمين بتنفيذ اجندات احزابهم الشمالية المؤتمر والإصلاح  بعد كل الذي حصل وبعد ان  اضاعوا الدولة في صنعاء وتسابقوا لإرضاء الحوثي  وتسليمه صنعاء وكأنه مالكها   وياتون ليحكموا الجنوب.

      الجنوب اخذ شرعيته عبر  مقاومته السلمية ضد تحالف المؤتمر والاصلاح  الحاكم  في صنعاء  وقدم قوافل من الشهداء وعمدها   بالمقاومة البطولية ضد جحافل الغزاة الجدد للجنوب 2015 م  القادمين  ايضا من صنعاء وتم  تحرير الجنوب  وتلك اعظم شرعية يمتلكها  شعب الجنوب فلا يجب ان يضيع هذا الانجاز الكبير  لمجرد ان البعض حصل على وظيفة في سلطة زائلة مهترئة لا تمثل شعب الجنوب.

         ان الاوان لوضع  مصلحة الجنوب في مقدمة المصالح  وكذا الوفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا في ميادين  التحرير من احتلال غاشم متخلف لا زال يعيش باوهام العصور الوسطى وثقافة الجاهليه الاولى.
    
الظروف تغيرت والاحداث تسارعت وحتى الامور توضحت  بعد حرب استمرت عشر سنوات وكذا ما  جرى  قبلها منذ اول يوم للوحدة  لذا  مسؤلية قادة الجنوب بكل مستوياتهم  ومشاربهم السياسية والذين  يتصدروا المشهد الان عظيمة  وعليهم  مسؤلية اخراج الجنوب من ورطته وفق ما يستحق  فلا أحد معفي من المسؤلية فتذكروا جيدا بانه لو لا تضحيات الجنوب لما وصلتم إلى هذه المناصب  فالقضية وطنية اولا واخيراً  وما  عليكم  إلا خلع جلباب الحزبيه ولبس  جلباب الوطن الجنوبي وهذا الأمر  لا يحتاج.  إلا الى  مبادرة والتداعي  والاتفاق على رسم  خارطة طريق للخروج من هذا المأزق ووضع  خطة لليوم  التالي للجنوب  ومن جانب آخر لا يعفى من هذه المسؤلية قادة الحراك والمقاومة الباسلة وكل مكونات منظمات المجتمع المدني وكل  افراد الشعب الجنوبي  من هذه المسؤلية التاريخية  والبقاء في وضع  اليقظة الكاملة لحراسة منجزات الجنوب من الضياع بين هذا وذاك وان لا تترك الأمور للاتكالية على الآخرين  فإعادة الحسابات يشترك فيها الجميع قادة وأفراد وتجمعات شعبيه ومجتمع مدني وكل الفعاليات المدنية والعسكرية  التي كان لها الدور البارز في النضال السلمي وفي المقاومة المسلحة  على حد سواء فالكرة الان في ملعب الجنوبيين  اولا واخيرا  اذاً  ارونا. ماذا انتم فاعلون ؟
قاسم عبدالرب العفيف
16/3/2025