آخر تحديث :الإثنين - 17 مارس 2025 - 11:42 م

كتابات واقلام


المواكب المستفزة… استعراض أم ضرورة؟

الإثنين - 17 مارس 2025 - الساعة 08:32 م

د/ عارف محمد عباد السقاف
بقلم: د/ عارف محمد عباد السقاف - ارشيف الكاتب




في شوارع المدن المكتظة، حيث تتزاحم السيارات ويبحث المشاة عن موطئ قدم آمن، تمر المواكب الفارهة كأنها في عالم آخر. سيارات مصفحة، وأضواء وامضة، وأبواق لا تتوقف، تفرض حضورها على الجميع. المشهد مستفز، والمواطن العادي يجد نفسه مضطرا إلى التوقف جانبا، أو تغيير مساره، أو حتى القفز بعيدا إن لزم الأمر، فقط لأن "الموكب" يمر!
كم من حادثة مؤلمة سمعنا عنها بسبب هذه المواكب؟ كم من مواطن دهسته عجلات الاستعراض هذا؟ كم من سيارة تحطمت أو عائلة تأخرت عن موعدها أو مريض لم يصل إلى المستشفى في الوقت المناسب لأن الطريق كان محجوزا لعبور مسؤول؟
قد يقول البعض إن المواكب ضرورية لحماية الشخصيات المهمة، ولكن هل الحماية تعني الإسراف في المواكب الطويلة والمواكب المرافقة، التي أحيانا تتجاوز عدد السيارات فيها العشرين؟ هل حماية المسؤول تتطلب ترهيب المواطن وإذلاله في طرقات بلده؟
إن المسؤول الذي يحتمي خلف موكب ضخم، محاطا بعشرات الحراس، هو مسؤول بعيد عن شعبه، لا يشعر بآلامهم، ولا يسمع شكواهم، ولا يرى حياتهم الحقيقية. إن المسؤول الحقيقي هو من يسير بين الناس، يشعر بهم، ويشاركهم همومهم، لا من يمر أمامهم بسرعة، تاركا خلفه ضجيجا وأذى.
قليل من التواضع أيها القادة، فالمناصب زائلة، لكن الأثر الذي تتركونه في قلوب الناس باقٍ.