ما شهدته منطقة الخشعة بمديرية القطن في وادي حضرموت اليوم، يعيد إلى الأذهان مشاهد الغارات القبائلية التي عرفها التاريخ العربي، حيث تتجمع مجموعات مسلحة من مناطق بعيدة، وتتجه في حملة منظمة لنهب وسلب مناطق أخرى دون رادع أو حساب.
عشرون طقمًا عسكريًا مسلحًا قدمت من مأرب والجوف، توغلت بكل أريحية في عمق وادي حضرموت، تجاوزت الحواجز الأمنية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى دون أي اعتراض، ثم نفذت هجومها على مساكن المواطنين، وأحرقت ودمرت ممتلكاتهم، قبل أن تنسحب بسلام، وكأنها في استعراض عسكري لا في عملية إجرامية تستهدف الأمن والاستقرار.
كيف يمكن لمثل هذا الهجوم أن يتم بهذه السهولة؟ وكيف للقوات العسكرية المتمركزة في وادي حضرموت أن تبقى متفرجة على هذه الانتهاكات؟ ألا يثبت هذا التواطؤ العلني أن هذه القوات ليست سوى قوة احتلال تحمي المغيرين وتمنحهم الغطاء لنهب خيرات حضرموت وترويع أهلها؟
لقد عانى أبناء وادي حضرموت لسنوات طويلة من القمع والهيمنة التي تمارسها القوات اليمنية المتمركزة هناك، والتي لا تخدم سوى أجندات القوى الشمالية على حساب أمن واستقرار حضرموت. هذه الحادثة ليست الأولى، لكنها تكرس حقيقة واحدة: وادي حضرموت لن يعرف الاستقرار إلا بعد تحريره من هذه القوات الغازية، وإحلال قوات جنوبية من أبناء حضرموت تحمي الأرض والعرض من أي غزو خارجي جديد.
إنها مسؤولية تاريخية على أبناء الجنوب عمومًا، وعلى أبناء حضرموت خصوصًا، لرفض هذا الواقع المهين، والتصدي لمثل هذه الهجمات التي تكشف الوجه الحقيقي للقوات التي تسيطر على الوادي، ليس كحامٍ لأمنه، بل كضامن لاستمرار الاحتلال ونهب الأرض والثروة.