آخر تحديث :الثلاثاء - 11 مارس 2025 - 01:07 ص

كتابات واقلام


أحداث سوريا الأخيرة ليست مجرد "تجاوزات فردية"

الإثنين - 10 مارس 2025 - الساعة 10:24 م

فارس الحسام
بقلم: فارس الحسام - ارشيف الكاتب


تكشف الأحداث الدموية الأخيرة في سوريا أنها ليست مجرد -تجاوزات فردية- كما يصفها النظام السوري الجديد، بل أعمال دموية ممنهجة تمارسها جماعات مسلحة متطرفة من جنسيات مختلفة، تستهدف طائفة من الشعب السوري..
بصرف النظر عن انتماء قيادات في النظام السوري السابق للطائفة العلوية، و مسؤوليتها عن ارتكاب المجازر والانتهاكات بحق الشعب السوري، إلا أنها ظلت وتبقى بنظر الشعب قيادات دكتاتورية دموية، تستحق المحاكمة وإنزال أشد العقوبات الرادعة بحقها..
وإن ما يحدث اليوم للطائفة العلوية في سوريا من أعمال انتقامية طائفية وانتهاكات ومجازر مروعة ترتكبها جماعات متطرفة، تستهدف المدنيين الأبرياء، لا يقل بشاعة وفداحة وظلما عما ارتكبه النظام السابق بحق الأبرياء السوريين..

اليوم يواجه النظام السوري الجديد ملفات معقدة وتبرز أمامه تحديات صعبة، تحتم عليه حلها جذريا وعدم ترحيلها أو القفز عليها، فيما إذا أراد فرض الأمن والاستقرار في البلاد، ومن أبرز تلك الملفات والتحديات ملف المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا سابقا في صفوف المعارضة ضد نظام الأسد، ويقدر عددهم بعشرات آلاف المقاتلين..

فما بين إمكانية قبول الأطراف السورية المختلفة بتجنيس المقاتلين الأجانب وتوطينهم في سوريا، ودمجهم في قوات الأمن والجيش السوري، أو رفض ذلك والاستغناء عنهم وترحيلهم إلى بلدانهم، في حال قبول بلدانهم باستقبالهم في أراضيها. تقف عقبات جمة شديدة التعقيد، أمام قيادة الحكومة السورية الجديدة، وربما يصعب عليها حلها في الوقت الراهن..
ترتبط إمكانية امتلاك النظام السوري عقدة الحل من عدمه، بتوافق أطراف النفوذ والصراع الإقليمي والدولي في سوريا، على منح الحكومة السورية الجديدة صلاحيات فعلية واسعة لحل جل الملفات الماثلة أمامها.