استغرب من تقديرات البعض الخاطئة للوضع حين يتحدثون وكأن الجنوب يعيش في مرحلة استقرار واستقلال لا مرحلة حرب وادرة للوضع من الخارج .
يعلق ويفصل ويقارن من منطق يحمل ظاهره التعاطف مع معاناة الشعب ، وفي باطنه عداء موجه ضد كيان شعب الجنوب المجلس الانتقالي ، وقيادته الذين يمثلون مشروع سياسي وطني واضح متمثل باستعادة الدولة الجنوبية ، ولم يكون اي الانتقالي قد تسلم مفاتيح ادارة شؤون الجنوب ، فياتي من يجلد هذا الكيان و يعفي اصحاب الشان ممثلة بالقوى المفروضة في مؤسسات الشرعية والممثلة في مجلس القيادة والحكومة وغيرها من واجباتها ومسؤولياتها المشروعة .
ينسون ظروف واقع الحرب الذي فرض معادلة غير عادلة باستمرار فرض وتمكين قوى من السيطرة على مفاصل الشرعية الممدودة يدها على غالبية الوزارات والمؤسسات من بينها الوزرات السيادية ، متجاهلين بان نفس تلك القوى هي المعادية للمشروع الجنوبي الذي يحمله المجلس الانتقالي ، يغضون الطرف عن التاريخ الاسود والخبرة والتجربة للفساد الغارقة فيه تلك القوى ، لم يخطئون يوما ليسيئون الظن بالاعتراف بان من يرفض المشروع الذي يحمله الانتقالي بالتاكيد سيعمل من موقعه لتعطيل اي عملية استقرار للاوضاع والخدمات في الجنوب ، يتناسون علاقة الخارج وارتباطه بادارة ملف الحرب منذ بذايتها والتي لم تنتهي بعد .
هناك فرق بين من يحمل امال وتطلعات وطنية تتمثل باستعادة وطن ، ومستعد لتقديم مالديه لتحقيق ذلك الهدف الوطني، وبين من يعمل مع اعداء الجنوب بكل الوسائل والطرق عشان تحقيق مصالحهم وينال نصيبه من الفتات وعلى استعداد للمساومة بالمشروع الوطني الجنوبي لاجل تحقيق اهدافه تلك .