في حادثة أثارت استنكارًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والحقوقية، تعرض الصحفي عماد مهدي الديني، رئيس مؤسسة مراقبون الإعلامية ورئيس تحرير صحيفة أخبار حضرموت، لاقتحام منزله قبل أيام في ساعات الفجر الأولى من قبل جهات أمنية، دون أي بلاغ أو استدعاء مسبق، مما أدى إلى ترويع أسرته وأطفاله، وتحولت لقضية رأي عام.
وأوضح الديني في بيان له أن عملية اعتقاله تمت بالقوة وبدون إجراءات قانونية واضحة، حيث تم اقتياده إلى مخفر أمني وإخفاؤه عن الجميع طيلة فترة اعتقاله غير القانوني، مع منع الزيارات عنه بهدف ممارسة ضغوط نفسية عليه وعلى أسرته. وأشار إلى أن الجهات الأمنية حاولت لاحقًا البحث عن تهم لتبرير اعتقاله، ولم تجد سوى مشاركته لمنشور على فيسبوك يتناول قضايا فساد تتعلق بإيداع أموال مصفاة تهريب الديزل في شركة صرافة تعود لأحد أقارب محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي.
وأضاف الديني أن السلطات الأمنية هددته بهدم منزله في حال استمر في انتقاد المحافظ، كما أُجبر على التوقيع على ضمانات غير قانونية، رغم أن قضيته تندرج ضمن قضايا النشر الصحفي التي تختص بها نيابة ومحكمة الصحافة والمطبوعات.
وأعرب عن أسفه لمحاولات ترهيب الصحفيين في حضرموت، في وقت تتزايد فيه قضايا الفساد، بما في ذلك استحداث أنبوب نفطي غير قانوني ومصفاة تهريب بدائية تضر بالبيئة والاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن الوقود الناتج منها غير مطابق للمواصفات ويضر بمحطات الكهرباء والمركبات.
وفي ختام بيانه، وجه الديني شكره لكل من تضامن معه، من زملاء وإعلاميين وناشطين ومنظمات حقوقية، بالإضافة إلى اللواء الركن فرج سالمين البحسني، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وحلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، مؤكدًا تمسكه بمهنته الصحفية واستمراره في كشف قضايا الفساد رغم كل الضغوط، ومشدّدًا على ضرورة محاسبة المتورطين في انتهاك حقوق الصحفيين وحرية التعبير.