يحتفل أبناء الجنوب، اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025، بالذكرى الـ58 ليوم الشهيد الجنوبي، يوم تجتمع فيه معاني الفخر والاعتزاز في قلب كل جنوبي، ووفاءً لأرواح الشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحرير واستقلال أرض الجنوب ، و هذه الذكرى ليست مجرد يوم عابر في تقويم الزمان، بل هي حجر زاوية في تاريخ شعب الجنوب بأسره، وجسد أبطاله أروع ملاحم التضحية والمقاومة على مدار عقود طويلة ضد قوى الاحتلال والإرهاب، و في هذا اليوم، يستحضر الجنوبيون ملحمة نضالهم المستمر ضد الظلم، والاحتلال وفرض العدالة والحرية على أرضهم.
وفي هذا اليوم، يتذكر الجنوبيون تضحيات آبائهم وأبنائهم الذين شاركوا في مسيرات النضال المختلفة منذ ثورة 14 أكتوبر المجيدة ضد الاستعمار البريطاني في ستينيات القرن الماضي، مروراً بالمقاومة الجنوبية المسلحة أثناء وبعد حرب صيف عام 1994م ، ثم الثورة السلمية التحررية ضد الاحتلال اليمني، وصولاً إلى المعركة التحرير في صيف عام 2015 و التي لازال أبطال القوات المسلحة الجنوبية يخوضون معارك مستمرة في جبهات القتال الحدودية ، وفي كل مرحلة من هذه المراحل، قدم الجنوبيون الدماء والتضحيات على أرضهم، ثابتين في مواجهة مشاريع القوى الظلامية والإرهابية اليمنية ، وعلى رأسها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران .
وتعتبر هذه الذكرى نقطة فارقة في تاريخ الجنوب الحديث، حيث تعكس الانتصارات التي تحققت بفضل صمود شعب الجنوب وجبهاته الباسلة، ونظالهم المستمر منذ حرب صيف 1994 الظالمة التي شنتها القوات اليمنية واعادة احتلالها للجنوب في عام 2015 م ، وخرج الجنوبيون ليعيدوا تصحيح مسار تاريخهم، ويستعيدوا هويتهم وارضهم المحتلة ، حيث ساهمت تضحياتهم الكبيرة في تحرير محافظات الجنوب من قبضة الاحتلال، وإعادة الأمل في قيام دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة.
لم يكن ذلك ليحدث لولا التضحيات العظيمة التي قدمها الشهداء والجرحى، فكل قطرة دم أُريقت كانت تسهم في بناء مستقبل أفضل للجنوب وأهله، و هؤلاء الشهداء كانوا الشعلة التي أضاءت درب النضال، وبهما تحققت العديد من الانتصارات والمكاسب والإنجازات السياسية والعسكرية ، مما عزز من تقدم قضية الجنوب في المحافل الدولية.
إن دماء الشهداء، التي لا تزال محفورة في قلوب ووجدان الجنوبيين، تمثل مصدر إلهام وقوة، حيث يستمد منها أبناء الجنوب العزيمة والإصرار لتحقيق الهدف الأسمى: إقامة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة وعاصمتها عدن. وفي هذا اليوم، يؤكد الجنوبيون أن تضحيات الشهداء والجرحى ستظل خالدة في ذاكرة شعب الجنوب، وستظل رموزًا منيرة تضيء درب الأجيال القادمة، لضمان أن تظل قضية الجنوب حية في القلوب والعقول، وأن تظل أمانة في يد الأجيال القادمة لتحقيق استقلالهم الكامل.
إن الاحتفاء بيوم الشهيد الجنوبي في هذه الذكرى يظل تأكيداً على وفاء الشعب لتلك التضحيات، وهو تعبير عن اعتزازهم بماضيهم النضالي، وافتخارهم بما حققوه من انتصارات، وعزمهم على مواصلة المشوار نحو تحقيق أهدافهم السامية في الحرية والاستقلال الكامل للجنوب.