آخر تحديث :الخميس - 20 فبراير 2025 - 11:51 ص

كتابات واقلام


الحذر من الإختراقات وحرف الإحتجاجات عن أهدافها ومشروعيتها

الإثنين - 17 فبراير 2025 - الساعة 05:57 م

صالح شائف
بقلم: صالح شائف - ارشيف الكاتب


مع الأسف وكما تابعنا خلال الإيام الماضية فإن هناك من يريد استخدام الإحتجاجات كوسيلة سياسية موجهة ضد الانتقالي بدرجة رئيسية؛ وهذا تعبير عن وجود حالات من الإختراق ( السياسي ) ولغايات وأهداف سياسية بعيدة عن نبل وأهداف الحركة الإختجاجية المشروعة؛ والدليل على ذلك ما رفع فيها من شعارات سياسية معادية للانتقالي؛ ناهيك عن المحاولات التي تمت بهدف إستفزاز رجال الأمن لجرهم للمواجهة مع المحتجين؛ ليتهم الانتقالي بأن قواته تقمع المحتجين؛ ومثل هذا الأمر سبق وأن حذرنا منه ونحذر منه اليوم كذلك.

وبغض النظر عن الملاحظات النقدية الكثيرة والتقييم السلبي لبعض سياسات وأخطاء الانتقالي؛ فإن إسقاطه أو محاولة إضعافه إن نجح مثل هذا المخطط؛ والذي تم الإعداد له منذ فترة طويلة؛ فإن لذلك وببساطة تداعيات لاحقة خطيرة على مشروع الجنوب الوطني الذي يتبناه الإنتقالي وحلفائه وبثبات حتى الآن رغم كل الظروف المحيطة به وتعدد المؤامرات عليه.

وفي نفس الوقت فهي رسائل تحاول تقزيم الانتقالي وتحجيم دوره في لحظة حساسة يتم فيها مناقشة التغييرات والتعديلات في اطار هيئات الشرعية المختلفة؛ لتقول للمعنيين بالأمر في الرياض بأن الانتقالي لم يعد المعبر عن إرادة الجنوبيين؛ بل أنه هو من خذلهم وأصبح عدواً في نظرهم؛ وبالتالي لا تعطوا وزناً لرأيه وموقفه من التعديلات وأفرضوا عليه أجندتكم وكما تشاؤون وبما يجعله خارج المعادلة.

إن الجنوب اليوم يمر بمرحلة حرجة وخطيرة وتطلب من كل الوطنيين الغيورين على حاضر ومستقبل الجنوب؛ أن ينظروا إلى الأبعد وبروح وطنية مسؤولة تتجاوز حالة عدم الوضوح التي تكتنف المشهد السياسي العام مع الأسف الشديد؛ وعدم الإستجابة والإنفعال غير المتزن للدعوات التحريضية غير المسؤولة؛ والتي يعمل أصحابها ومن يقف خلفهم على خلط الأوراق وزيادة الإرباك في المشهد العام ليكون أكثر إرتباكا؛ وتصبح النتيجة تعبيدا للطريق التي بها وعبرها يتم الوصول إلى مرحلة الفوضى؛ التي يراد للعاصمة عدن أن تغرق فيها وتدفع ثمنها وزيادة معاناة أهلها؛ وجعل حالة اللا إستقرار عنوانا لقادم أيامها.

كما أن الانتقالي معني وأكثر من غيره وبصورة عاجلة أن يتجاوز حالة ( الإنتظار ) لما سيأتي من حلول عبر ( الحلفاء والشركاء ) وأن يتخذ خطوات وطنية عملية تتسق مع مطالب الجنوبيين وحركتهم الإحتجاجية المباركة؛ وأن يقف معها وإلى جانبها وبجدية كاملة؛ وأن يوفر كل ما من شأنه حمايتها وتأمين فعالياتها المختلفة؛ وبما يحصنها من أعمال الشغب أو حالات الإندساس والأعمال غير المنضبطة؛ لتبقى حركة سلمية منظمة تنتصر لأهدافها المشروعة؛ والمعلن عنها في البيانات المختلفة لإتحاد نقابات عمال الجنوب ولبقية الهيئات ومنظمات المجتمع المدني.