آخر تحديث :الخميس - 20 فبراير 2025 - 11:51 ص

كتابات واقلام


مجموعة هائل سعيد أنعم واستثماراتها في الجنوب.. بين الواقع والاتهامات

الإثنين - 17 فبراير 2025 - الساعة 04:44 م

ياسر اليافعي
بقلم: ياسر اليافعي - ارشيف الكاتب



نعلم جميعًا أن مجموعة هائل سعيد أنعم هي كيان تجاري كبير له فروع في مختلف دول العالم، وقد استفادت من كل المراحل السياسية والاقتصادية في الجنوب بحكم إمكانياتها المالية وعلاقاتها الواسعة. فقد وجدت مساحة للعمل في عهد صالح، كما استفادت خلال فترة حكم هادي، ثم استمرت في ممارسة أنشطتها خلال سيطرة المجلس الانتقالي، وتعمل ايضًا في مناطق سيطرة الحوثي، حيث وفر كل طرف لهذه المجموعة الحماية اللازمة.

من منظور اقتصادي بحت، وجود شركات تجارية كبرى مثل مجموعة هائل سعيد أنعم في الجنوب او أي دولة أخرى، يُعد مكسبًا مهمًا، بشرط أن تعمل وفق النظام والقانون، وتدفع ما عليها من استحقاقات للدولة، وألّا تتعارض استثماراتها مع حقوق المواطنين. أما استهدافها لمجرد تبرير إخفاقات أو فساد آخر، فذلك ليس منطقيًا ولا يخدم المصلحة العامة.

لكن في المقابل، هناك تساؤلات مشروعة يجب طرحها:

أين تذهب الإيرادات الضخمة التي تتدفق إلى السلطة المحلية في لحج وعدن من هذه الشركة، سواء عبر الضرائب أو الرسوم المفروضة على كل كيس أسمنت ينتجه مصنع الوطنية؟ هذه أموال عامة يفترض أن يتم إنفاقها بشكل شفاف على تحسين الخدمات والبنية التحتية، وليس أن تختفي دون أثر واضح!

لذلك، بدلًا من التركيز على التحريض غير المبرر، يجب أن يكون هناك نقاش حقيقي حول كيفية إدارة هذه الإيرادات، وضمان استفادة المواطنين منها، وأيضًا مراقبة أي مخالفات محتملة بطريقة قانونية وعادلة، بعيدًا عن التوظيف السياسي أو الاستهداف غير المبرر.

من اللافت أن البعض لا يتحدث عن مجموعة هائل سعيد أنعم إلا في أوقات الأزمات، بينما يغضّ الطرف عن مستثمرين آخرين " شماليين" بينهم ناهبو أراضٍ ومخططات واسعة، لم يوردوا ريالًا واحدًا إلى خزينة الدولة! هؤلاء النافذين السابقين يتم حمايتهم اليوم بغطاء أمني وسياسي بهدف تقاسم المكاسب وتحت اسم الشراكة، وليس لتحقيق المصلحة العامة، دون ان يتم الحديث عن هذا التزاوج في الفساد القديم الجديد، الذي يهدم ولا يبني.

لا تكرروا أخطاء الماضي! يكفي أن ملايين الريالات السعودية التي تدفقت إلى عدن بعد 2015 غادرت المدينة دون أن تُستثمر في نهضتها. خسرت عدن هذه الفرصة بسبب الفساد وسوء إدارة الموارد، إضافة إلى الفوضى التي فرضها بعض المتنفذين الذين أرادوا أن يصبحوا مستثمرين بالقوة، على حساب الاستقرار والتنمية.

بالمختصر: من قلبه على عدن والجنوب بشكل حقيقي، لا ينفر الاستثمار، بل يسخره لمصلحة عدن والجنوب، وبالشكل القانوني وليس بالتحريض.

وسلامتكم..

#ياسر_اليافعي