آخر تحديث :السبت - 15 فبراير 2025 - 09:30 م

كتابات واقلام


الخبث الاستعماري أزهق الأرواح.. فتداركوا الجنوب قبل أن يكون غزة

الجمعة - 14 فبراير 2025 - الساعة 08:34 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


ان الخناق على الشعب الجنوبي تم الاعداد له بعناية ومكر ودهاء مع التركيز لاعتبار الوقت وخاصة أثناء المواسم لضمان تأثيراتها الملموسة على المواطن في معيشته وحاجياته الضرورية بما يتناسب مع الموسم و متطلباته كشهر رمضان ومايتبعه من عيد الفطر وما يلحقه لبدء الدراسة وما تتطلبه المرحلة الدراسية وهي لاشك لها تأثيراتها الخانقة على المواطن لثلاث مواسم متلاحقة، في ظل الغلاء وارتفاع الرسوم وما تسببه من ارتفاع معدلات التسرب،نتيجة للانفاق لمتطلبات المواسم المتتالية.. وهي لاشك ستعطي الاحباط للطالب ولولي امره ناهيك عن الحالات النفسيةالمترتبة على الموظف والعامل بسبب تأخير صرف الرواتب وعدم اللحاق بتوفير الحاجيات الضرورية للأسرة في ظل عدم استقرار العملة التي بدورها تعطي القلق من المستقبل المجهول وفي غياب الحصول على عمل مما يؤدي الى خلق عدم الاستقرار للنفس الانسانية العاجزة تماما في مواجهة المتغيرات المتسارعة وصعوبة التكيف مع الازمات المتلاحقة.

لاشك انها حالات قاسية متتالية جعلت المواطن في تخبط دائم لم يجد الحلول مما اضطر اللجوء الى من ينقذه دون الاعتماد على نفسه لمواجهة الوضع فجعلته عند البعض غير مقبول حسب الانتماءات في الساحة.
ركود في الفكر جعلت المرء سرحانا مع نفسه بلا حلول فما السبيل؟ صبر لكن الى متى؟ يحلم بالتغيير الى الافضل ولكنه يصبح كما يمسي.. تضاربت الاحداث وتناقضت الازمات في ازمانها.. فأنا له الصبر؟!

رمضان على الابواب.. لاول مرة لم يستطع شراء كارميلا ولا لبنية ولا حتى حقين البعران.. وضع خارج الحسبة تماما.
الاغاثة مشغولة عن من لا غوث له.. والدنيا طافئة واللمبات نائمة فمن يصحيها؟ والأسعار لا تسلم ولا تلوح له حتى عن بعد، على من اكياسه فاضية.. والمقطوع مع الظلمة ضيع طريقه، فأحتار في توجهه فلم يعرف يتجه الى اين! مكونات كل بواديه يعيش؛و أسعار زادت معه شكاوي الناس، وزادت همومه وأفكاره فضيع صلاته ولم يدري كم عدد ركعاته؟ ضيع الحسبة، فهل يصلي سجود السهو أم من المسجد يخرج؟ فلم يجبه أحد، يبدو أن اصحاب الفتاوي في نزهة..أو ربما يتناقشوا في مسألة تحتاج الى فتوى يتفق عليها بما تتوافق مع الحالة ؛؛ فرعون ولا الطواغيت في زمانهم كمثل مانحن فيه من فساد وجور له مثيلا في عهدهم، سلبوا الارض منا والدولة برشفة قلم هوى طائشة وثورية معتمة قاحلة من العقل والتفكير ومستقبل أمة، ضاعت العدالة والانصاف وجفت بساتينه وشاب الطفل قبل وقته .. ومابقى الا من قصر عقله وزاد العفن في موازينه.. زمن فيه الشريف انتكست هامته ودفن حيث هو قائم بمكانه؛ وانتعشت أشواك السمسرة للوطن الذي طال أسره وجوع أبناءه .

فمن يوقف العبث لارواح الناس من خطر قد حل.. فهل هناك خطر اكثر من اقوات الناس وافقارهم وتجويعهم؟! فالجوع كما يقال كافر؛ وسوف يفتك بالجميع ولا يعرف حينها صغيرا ولا كبيرا ولن يسلم أحد من الفتنة.

فهل هي صدفة مما حدث ويحدث للجنوب من قبل ومن بعد؟ وهل التاريخ يعيد نفسه بالذي حدث لفلسطين بالاربعينات؟ لقد حكى لي التاريخ في صفحاته بأن اليهود في بداية توافدهم، باحثين عن عمل ومستثمرين فأشتروا الأرض بعد إغراء ملاكها بالمال الوفير الذي لم يحلم به من قبل ثم الى انشاء مكونات للتسيد كل على الآخر لاجل قاعدة بناء للداخل الوافد الذي استطاع بمكره ان يتسيد على من اوهم فيهم التسيد حتى تمكن منهم فأصبحوا جوعى وفقراء بعدما كانوا مستوري الحال، ومتفرقون بعد تجمعهم.. فالرجوع الى التاريخ صحوة بعد غفلة، وتعلم بعد جهل، وحري بنا قراءة الاحداث التي خلت لنستقصي الحيطة والحذر.
إن الوطن الجنوبي يتعرض الى الاستيطان بالاستيلاء على الارض من قبل سماسرة أعطيت لهم الاموال والبذخ، ومن تجويع أبنائه وإفقاره لتطويعه على البيع والتنازل والرضاء للعبودية وهو لا يدري؛ وماأشبه الجنوب اليوم بفلسطين البارحة بالجوع والفقر وعدم الحصول على قطعة أرض لتكون سكنا، وصعوبة الحياة والفساد والجور وفقدان الامن والامان والتمزق بالاتهام والقبول على الاشاعة والبعد عن التمسك بوحدة الكلمة والصف باستعادة الدولة والجنوب لكل الجنوبيين.. فأدركوا الوضع وتداركوا لدرء الخطر المحدق عنكم.. عملة منهارة وجوع يتزايد وأرض تستقطع ومواطن بلا مأوى في وطنه ورواتب لا تصرف ولا تكفي للرمق، ومريض بين الحياة والموت لا يقدر على شراء الدواء له ولأفراد أسرته، ومواطن عجز عن دفع فواتيره فقطع عنه النور والماء.. فهي إذن غزة في الجنوب تتكرر .

تعالت الاصوات وبحت الحناجر وسئم المواطن وأيقن بأن الحلول داخل دائرة الأحلام لأنها بأيدي أصحاب المصالح والنفوذ ومن يعيد النظر امعانا وتدقيقا في الأحداث المتسارعة التي لم تتوقف توحي ان الجنوب ضحية المصالح بكل ماأنطوت عليه من حروب وكوارث وانتهاك للمثل والمبادئ وإذلال للشعب الجنوبي لادخاله في دوامة النزاعات والصراعات و تمزيق نسيجه في قضايا مختلقة ومتعمدة، ولك أن تسأل عن سبب تطبيق الفصل السابع، لوجدت أن النزاعات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين هو السبب الرئيسي لوجوده، فهل الجنوب تهدد الامن العالمي أم المليشيات الحوثية؟ فمن المتمرد على الحكومة الشرعية؟ وأين هي الحكومة الشرعية؟ أهي في صنعاء أم عدن؟. الفصل السابع يقر استخدام القوة العسكرية والحصار الاقتصادي على الجانب المتمرد الذي يهدد الامن والسلم الدوليين.. هل الجنوب ضرب السفن التجارية المارة ببحر العرب وباب المندب والبحر الاحمر؟ إن المشاهدات تقول لا.. بل الحوثي الذي انقلب على الحكومة الشرعية التي لجأت الى الرياض وعادت الى عدن الجنوبية، فلماذا اذن الحصار على الجنوب والمعارك على حدوده.. والنهب لثرواته والدمار لخدماته وترويج المخدرات لشبابه والتجويع والترويع لشعبه فأيهما يهدد الامن والسلم الدوليين: ضرب السفن المارة بباب المندب والبحر الاحمر ام بالمطالبة باستعادة الدولة والهوية الجنوبية المغدور بها؟ لماذا استقرار العملة في صنعاء وعدم استقرارها في عدن؟ لماذا الحصار بالجنوب وحجب السلاح الثقيل على قواته؟ في حين تعطى للمليشيات الحوثية السلاح الثقيل، الجوي والصاروخي والمدفعي؟ فمن المذنب المزعزع للامن والسلم الدوليين؟ أليس من ينتهك حقوق الآخرين مذنبا في نظر القانون؟ ومن يفكر بالانتهاك مذنبا اخلاقيا؟ ان الجنوب في ظل الاحداث يواجه حربا غير اخلاقية وحربا عدوانية لاطماع استعمارية لنهب الثروة وطمس الهوية.

ليس امام الجنوب بعدما طرق جميع الابواب الا طريقا واحدا.. بالانتفاضة الشعبية الشاملةوالمنظمة مع الحفاظ للاملاك العامة والخاصة تتحقق الاهداف المرجوة بقلب الطاولة على جميع القوى المعادية للجنوب.. وتعلن استعادة الدولة والهوية الجنوبية بكل اقتدار.. بالانتفاضة الشعبية وحدها بيدها القرار.. وعاش الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي قائدا وزعيما موحدا للجنوب وفخرا لها من المهرة الى باب المندب واننا على العهد ثابتون.. فتداركوا الجنوب قبل أن يكون غزة ثانية.