آخر تحديث :السبت - 08 فبراير 2025 - 12:34 ص

كتابات واقلام


أزمة الشعب: بين فساد الحكومة وانهيار الخدمات"

الجمعة - 07 فبراير 2025 - الساعة 10:41 م

أكرم الحريري
بقلم: أكرم الحريري - ارشيف الكاتب


لا يزال الشعب يواجه تحديات جسيمة، تتفاقم يوماً بعد يوم، مع استمرار تفشي الفساد في حكوماتنا، وغياب المسئولية تجاه حاجات المواطنين الأساسية. إن الفساد الحكومي يعد من أكبر الأزمات التي تضرب أي بلد، حيث يشل قدرة الدولة على تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيها، مثل الكهرباء، والماء، وصرف الرواتب. وما هو أسوأ من ذلك، أن هذه الأزمات تأتي في وقت يشهد فيه البلد غلاء معيشة غير مسبوق وتدهوراً مستمراً في العملة الوطنية.
ولأن الفساد هو العائق الأكبر.

لقد أصبح الفساد الحكومي، في العديد من الدول، أحد أكبر المعوقات التي تحول دون تقدم المجتمعات وازدهارها. فعندما تسيطر فئات فاسدة على السلطة، تتبخر الموارد الوطنية التي كان من الممكن استثمارها في تحسين مستوى الحياة، ليتم صرفها في جيوب أصحاب النفوذ. في هذا المناخ، تصبح أي فكرة للتنمية أو التغيير مجرد وهم.

خدمات الكهرباء والماء: أسس الحياة المهدورة
من لا يستطيع أن يشبع حاجة شعبه من أبسط مقومات الحياة مثل الكهرباء والماء، كيف له أن يطالبهم بالصبر والتضحية؟ وفي وقت أصبح فيه انقطاع الكهرباء والماء حدثاً يومي، يزداد الوضع سوءاً مع ارتفاع درجات الحرارة أو تبعات فصل الشتاء، وكابوس في الصيف القادم ،ما يجعل الحياة أكثر صعوبة. إن انعدام هذه الخدمات في العديد من المناطق يعكس بشكل واضح مدى الإهمال والفشل الحكومي وعدم قدرته على توفير الضروريات الأساسية.
ونأتي لانقطاع الرواتب: أو سحق للأمل
واسموه ما شئتم...

وأين نجد من يتحمل وزر تدهور الأوضاع المالية؟ إن انقطاع الرواتب أصبح يشكل واحدة من أكثر الأزمات المرهقة للأسر. فبعد أشهر من العمل الدؤوب، يجد الموظف نفسه بلا أجر، ليواجه تحديات إضافية في تلبية احتياجات أسرته اليومية. هذا الواقع المؤلم يجعل المواطن يشعر بالخذلان من الدولة، بل ويدفعه نحو فقدان الثقة في نظام فشل في الوفاء بأبسط حقوقه.
ناهيك عن غلاء المعيشة وتدهور العملة: والضغوط التي لا تنتهي..
ومع كل ذلك، لا يزال غلاء المعيشة يضرب الجميع، خاصة مع تدهور العملة المحلية، مما يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للمواطنين. أسعار المواد الأساسية ترتفع بشكل مستمر، في حين أن الأجور لا تواكب هذا الارتفاع. ونتيجة لذلك، يصبح العيش في البلاد أمراً يزداد صعوبة يوماً بعد يوم، لتتحول حياة المواطنين إلى سلسلة من الأزمات اليومية التي لا تنتهي.
بل تصل حد التعذيب الجماعي للمواطنين
ولتدهور التعليم نصيب: مستقبل ضائع
ففي قلب هذه الأزمات، يبرز تدهور التعليم كأحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمع. فقد أصبح التعليم في العديد من الدول يعاني من الإهمال والتهميش، حيث تعجز المؤسسات التعليمية عن تقديم مستوى تعليمي يناسب احتياجات العصر. مدارس مغلقة ومدارس تفتقر إلى أبسط وسائل التعليم، ومعلمون يعانون من تدني الرواتب وانقطاعها وعدم وجود برامج تدريبية مستمرة، ما يجعل التعليم مجرد عبء على الطلاب بدلاً من أن يكون أداة للارتقاء. هذا التدهور لا يقتصر على البنية التحتية، بل يمتد أيضاً إلى محتوى المناهج التي أصبحت بعيدة عن احتياجات الواقع ومتطلبات سوق العمل. مما يؤدي إلى خريجين لا يمتلكون المهارات الأساسية التي تؤهلهم للمشاركة الفاعلة في بناء المجتمع.

ختاماً: بين الفساد والإصلاح
إن الشعب الذي لا يجد من يقف إلى جانبه في وقت الأزمات يصبح عاجزاً عن مواجهة تحدياته. وفي الوقت الذي يعاني فيه من كل هذه المشكلات، يحتاج الشعب إلى قيادة حقيقية تتسم بالشفافية والنزاهة، تستطيع أن تعيد بناء الثقة بين المواطن والحكومة، وتعيد تقديم الخدمات الأساسية بشكل عادل، وتصحيح أوضاع الرواتب، وتعمل على إصلاح الاقتصاد ورفع العملة المحلية. كما أن رفع رواتب المعلمين و التغيير في التعليم يجب أن يكون أولوية، من خلال تحسين المناهج، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة، وتدريب المعلمين لتلبية احتياجات الطلاب والمجتمع.
إن التغيير يبدأ بخطوات جادة في محاربة الفساد، وتوجيه الموارد الوطنية بما يخدم الشعب ويعزز رفاهيته. وعندما تبدأ الحكومة في الوفاء بوعودها تجاه المواطن، يكون الأمل في التغيير قد عاد .
أكرم الحريري