آخر تحديث :الخميس - 06 فبراير 2025 - 08:06 ص

كتابات واقلام


الأزمات الممنهجة وصراع القوى التقليدية والصاعدة في اليمن

الأربعاء - 05 فبراير 2025 - الساعة 11:41 م

ناصر المشارع
بقلم: ناصر المشارع - ارشيف الكاتب


تشير الأزمات الممنهجة التي تصنع بدقة إلى محاولة تهميش القوى الصاعدة بهدف إعادة إحياء دور القوى التقليدية، بما في ذلك الأحزاب السياسية والجماعات الدينية. مع أن تلك القوى تفتقر إلى المبادئ الواضحة والأهداف الوطنية ، سوى السعي الحثيث للسيطرة محاولة إعادة إنتاج نفسها، خاصة بعد الفشل الذريع الذي شهدته في عام 2011 وظلت تعيشه إلى أن بدأت شهيتها تتفتح بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتقبل الأقليم لواقع سوريا الجديد.

ومما ساعد في ذلك بعض الأخطاء التي ارتكبتها القوى الصاعدة في الجنوب واليمن، حيث قدمت نفسها إعلاميا وممارسات كبديل مكتمل الأركان للدولة ،دون مراعاة المخططات المعقدة التي تحاك ضدها، وقدرة الدولة العميقة وأدواتها على تعطيل مسار التغيير بدعم من قوى إقليمية ودولية.

لذا، يتوجب على القوى البديلة لنظام تحالف الإخوان عفاش التعامل بمسؤولية وشفافية مع الشعب، وإحاطته بكافة التحديات والصعوبات التي تواجهها،، كما لابد من احتواء تحركات الشارع بمسؤولية وفق خطط مدروسة بعد تقييم المراحل السابقة ، دون الانزلاق إلى سلوكيات استبدادية أو الظهور بمظاهر البذخ والثراء ،لأن هذا قد يخلق نقمة شعبية كبيرة وقد يؤدي إلى مواجهة مباشرة الشارع المحتقن ، وهو ما يمهد الطريق لعودة القوى التقليدية والحركات الإرهابية ، ربما بصورة ومسميات أخرى .
وهذا ما يجب التنبه له ، لأن تلك الجماعات لديها تجارب كثيرة في القدرة على التكيف مع أجواء الفوضى والدمار وإراقة الدماء ، كما هي تجاربها في دول أنهارت أنظمتها كالصومال وأفغانستان وغيرها من الدول التي سادتها ولا زالت تسودها الفوضى .

#ناصرـالمشارع