آخر تحديث :الأربعاء - 05 فبراير 2025 - 09:46 م

كتابات واقلام


ماذا تخبئ الأيام القادمة؟

الأربعاء - 05 فبراير 2025 - الساعة 07:35 م

عارف عادل ابو الخضر
بقلم: عارف عادل ابو الخضر - ارشيف الكاتب


تشهد الأوضاع تدهورًا مستمرًا في ظل تفشي الفساد والمحسوبية، حيث أصبح اختيار الكفاءات في المناصب مجرد حلم بعيد المنال. إن غياب مفهوم العمل المؤسسي والإداري القائم على الشفافية والكفاءة أدى إلى انهيار الكثير من القطاعات، ما انعكس سلبًا على حياة المواطن اليومية.

يعود السبب الرئيسي في هذا التدهور إلى استحواذ الكثير من المسؤولين وأقاربهم على مفاصل الدولة، حيث أصبحت السلطة وسيلة لتحقيق المصالح الشخصية بدلاً من أن تكون أداة لخدمة الشعب. يتم تجاهل الكفاءات واستبدالها بالمحسوبية، ما يجعل مؤسسات الدولة عاجزة عن أداء دورها بفعالية.

كما أن غياب الرقابة الحقيقية والتواطؤ في إخفاء الحقائق جعل الفساد متفشيًا بلا رادع، حيث تُطبق القوانين بحزم فقط على الفئات الضعيفة، بينما يُستثنى منها المسؤولون وأقاربهم حتى لو ثبت تورطهم في الفساد.

في ظل هذا الواقع، تشهد العملة المحلية انهيارًا غير مسبوق، والتضخم يزداد يومًا بعد يوم، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات بشكل يجعل المواطن العادي عاجزًا عن تأمين احتياجاته الأساسية. وعلى الرغم من وضوح هذه الأزمة، إلا أن صانعي القرار لا يُبدون أي جدية في اتخاذ حلول عملية لمعالجتها.

بدلًا من تقديم حلول حقيقية، يكتفي المسؤولون بالصمت أو التراشق بالاتهامات، إذ تحوّلت التصريحات الرسمية إلى مجرد محاولة للتمييع دون تقديم أي خطط واقعية لإنقاذ الوضع.

مع غياب أي بوادر إصلاح، يبدو أن الأيام المقبلة ستكون مليئة بالمفاجآت غير السارة، في ظل استمرار نفس النهج القائم على الفساد والمحسوبية. المواطن العادي سيظل يعاني، ما لم تكن هناك إرادة حقيقية لصنع التغيير وضمان حياة كريمة للمواطن، كتلك التي يتمتع بها أي إنسان في دولة تحترم حقوقه وكرامته.

إن استمرار هذا الوضع بلا حلول، يعني أننا أمام أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات، حيث لا يُتوقع أي تحسن طالما أن منظومة الحكم غارقة في الفساد، وتفتقر إلى أي رؤية جادة للخروج من هذا النفق المظلم.