آخر تحديث :السبت - 29 مارس 2025 - 09:42 م

اخبار وتقارير

اعتراف بعطاء مستحق وشراكة راسخة
إطلاق إسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هيئة مستشفى شبوة

الأربعاء - 26 مارس 2025 - 10:05 م بتوقيت عدن

إطلاق إسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هيئة مستشفى شبوة

عدن تايم / خاص

أطلقت السلطة المحلية بمحافظة شبوة اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على هيئة مستشفى شبوة العام، تقديراً للدعم السخي الذي تقدمه دولة الإمارات الشقيقة للمستشفى.



مستشفى الشيخ محمد بن زايد في شبوة.. اعتراف بعطاء مستحق وشراكة راسخة


ونشر الصحفي والناشط الاعلامي ناصر علي العولقي تعليقا التسمية :


في مشهد لافت يحمل دلالات عميقة، ارتفعت في سماء مدينة عتق بمحافظة شبوة لوحة جديدة تحمل اسم "مستشفى الشيخ محمد بن زايد" على بوابة مستشفى الهيئة. هذا الحدث، الذي قد يبدو للبعض مجرد تغيير في مسمى، يحمل في طياته اعترافًا مستحقًا بعطاء سخي وشراكة استراتيجية رسختها دولة الإمارات العربية المتحدة في الجنوب عمومًا، وفي شبوة على وجه الخصوص.


إن تسمية صرح طبي حيوي بهذا الحجم باسم رمز إماراتي بحجم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لا يمكن قراءتها بمعزل عن تاريخ طويل من الدعم الإماراتي الذي لم يكن مجرد مسكنات مؤقتة، بل تحول إلى واقع ملموس ينعم بثماره أبناء شبوة يوميًا. لقد تجلى هذا الدعم في صور متعددة، بدءًا من توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية التي تساهم في إنقاذ الأرواح وتخفيف الآلام، مرورًا بدعم الكوادر الطبية المتخصصة التي ترفع من مستوى الرعاية الصحية المقدمة، وصولًا إلى توفير العلاجات المجانية التي تخفف عبء التكاليف الباهظة عن كاهل المرضى.


إن قرار محافظة شبوة، بقيادة المحافظ الشيخ عوض بن الوزير، بتخليد اسم الشيخ محمد بن زايد على هذا الصرح الطبي، يمثل في جوهره رسالة شكر وعرفان صادقة من أبناء شبوة إلى دولة الإمارات الشقيقة. هذه الخطوة تذكرنا بأن العلاقات الاستراتيجية الحقيقية لا تُبنى على أساس المصالح السياسية العابرة أو الوعود النظرية، بل تُرسخ جذورها عميقًا في أرض الواقع من خلال المشاريع التنموية الملموسة التي تلامس حياة الناس بشكل مباشر. فالإمارات لم تكتفِ بإرسال المساعدات الإغاثية في أوقات الأزمات، بل انخرطت بفاعلية في بناء الإنسان الجنوبي وتطوير البنية التحتية الأساسية التي تضمن له حياة كريمة.


الأهم من عملية التسمية في حد ذاتها، هو الرسالة التي تبعث بها هذه الخطوة إلى مختلف الأطراف. إنها رسالة تقدير وشكر من شبوة إلى شقيقتها الإمارات، تعبر عن امتنانها العميق للدعم المتواصل. وفي الوقت نفسه، هي رسالة تذكير للجميع، سواء كانوا في الداخل أو الخارج، بأن التعاون الخليجي مع الجنوب ليس مجرد شعارات سياسية جوفاء، بل هو استثمار حقيقي في صحة الإنسان ورفاهيته، وهو أساس متين لبناء مستقبل أفضل للمنطقة.


قد يجادل البعض بأنه كان بالإمكان اختيار اسم آخر لتزيين هذا الصرح الطبي، ولكن في رأيي المتواضع، يحمل اختيار اسم الشيخ محمد بن زايد تحديدًا دلالة خاصة. إنه اعتراف صريح بحجم المسؤولية التاريخية التي تحملتها دولة الإمارات تجاه الجنوب في أصعب الظروف. هذه اللوحة البسيطة، التي تحمل اسمًا غالياً، تتحول بذلك إلى وثيقة تاريخية مهمة تسجل صفحة مشرقة في سجل العلاقات بين أبناء المنطقة والأشقاء في الإمارات.


ختامًا، أتمنى أن تكون هذه الخطوة المباركة مجرد بداية لمرحلة جديدة من التعاون المثمر في مختلف المجالات. وأن تتحول هذه الشراكة الصحية النموذجية إلى مثال يُحتذى به في علاقات التعاون الخليجي مع كافة المحافظات الجنوبية. فالشكر وحده قد لا يفي بحجم العطاء، ولكنه يظل نقطة انطلاق نعبر من خلالها عن تقديرنا العميق لتلك الأيادي البيضاء التي لم تبخل علينا بالدعم والسند طوال السنوات الصعبة التي مررنا بها. إن تسمية مستشفى الهيئة باسم الشيخ محمد بن زايد هي اعتراف بعطاء مستحق وشراكة راسخة، نأمل أن تستمر وتزدهر لما فيه خير المنطقة وأهلها.


ناصر علي العولقي

26 مارس 2025