آخر تحديث :الإثنين - 31 مارس 2025 - 02:29 م

كتابات واقلام


مجلس سلطنات وشيوخ الجنوب.. بين استعادة الدور التاريخي ومتطلبات الدولة الحديثة

الجمعة - 28 مارس 2025 - الساعة 10:17 م

وضاح قحطان الحريري
بقلم: وضاح قحطان الحريري - ارشيف الكاتب


في خطوة استراتيجية تعكس التوجه نحو تعزيز البنية السياسية في الجنوب العربي، أصدر الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القرار رقم (10) لعام 2025م، القاضي بتشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي. يهدف هذا القرار إلى تأسيس كيان يضم القيادات التقليدية والرموز الاجتماعية، بهدف تعزيز التلاحم الوطني ودعم مسار استعادة الدولة الجنوبية.

الإيجابيات
تعزيز الوحدة الوطنية: يُسهم تشكيل مجلس شيوخ الجنوب العربي في توحيد الصفوف بين مختلف القبائل والشرائح الاجتماعية، مما يعزز التماسك الداخلي ويدعم الجهود الرامية لاستعادة الدولة الجنوبية.

إشراك القيادات التاريخيه: يُعتبر إشراك السلاطين والمشايخ في العملية السياسية خطوة نحو الاستفادة من خبراتهم ومكانتهم الاجتماعية، مما يُضفي شرعية مجتمعية على القرارات السياسية ويُسهم في تحقيق الاستقرار.

تأسيس هياكل مؤسسية: يأتي هذا القرار في سياق جهود المجلس الانتقالي الجنوبي لبناء مؤسسات الدولة، حيث يُعزز من العمل المؤسسي ويُرسّخ مبادئ الحوكمة الرشيدة.

السلبيات والتحديات
إمكانية التداخل في الصلاحيات: قد يؤدي إنشاء مجلس شيوخ الجنوب العربي إلى تداخل في الصلاحيات مع الهيئات القائمة، مما يستدعي وضع لوائح تنظيمية واضحة لتحديد مهام واختصاصات كل جهة.

التوازن بين التقليد والحداثة: يتطلب دمج القيادات التقليدية في الهياكل السياسية تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على التقاليد وتبني مبادئ الدولة الحديثة، لضمان فعالية الأداء المؤسسي.

ضمان التمثيل العادل: يجب التأكد من أن تشكيل المجلس يُراعي تمثيل جميع القبائل والشرائح الاجتماعية بشكل عادل، لتفادي أي شعور بالتهميش أو الإقصاء.

يمثل قرار الرئيس الزُبيدي بتشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي خطوة مهمة نحو تعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية، ودعم مسار استعادة الدولة الجنوبية. ومع ذلك، يتطلب نجاح هذا المجلس معالجة التحديات المحتملة بحكمة، ووضع أطر تنظيمية واضحة تضمن تكامل الأدوار بين مختلف الهيئات، وتحقيق التوازن بين التقاليد ومتطلبات الدولة الحديثة.