آخر تحديث :الخميس - 06 مارس 2025 - 07:35 م

الصحافة اليوم


الدراما اليمنية تقاوم ظروف الحرب من أجل البقاء

الخميس - 06 مارس 2025 - 03:48 م بتوقيت عدن

الدراما اليمنية تقاوم ظروف الحرب من أجل البقاء

عدن تايم/ العرب

أكثر من عشر سنوات تحت وقع الحرب كانت كافية لتغير مظاهر الحياة في اليمن ومنها ما يتعلق بشهر رمضان، إلا أن الدراما اليمنية تبدي قدرة على الصمود وتحدي الواقع الصعب، حيث ظلّت تشهد تطوّرا ملحوظا من ناحية الكم والنوع، إلا أنها تواجه انتقادات حادة بانفصالها عن الواقع وابتعادها عن طرح قضايا ومواضيع لها علاقة بالحرب وبما يحصل من أجندات على الأرض وبتاريخ الدولة.


وتتنافس خمسة مسلسلات ضمن سباق رمضان الحالي، صنفت كلها ضمن خانة المسلسلات الاجتماعية، أبرزها مسلسل “طريق إجباري”، الذي تعود به النجمة اليمنية سالي حمادة، بعد غيابها الموسم الماضي، وهو دراما اجتماعية، من إخراج المصري عبدالعزيز حشاد، وتأليف يسرا عباس، ويشارك في البطولة نبيل حزام ونبيل الآنسي وخالد البحري ونجيبة عبدالله وسحر الأصبحي.


يحكي المسلسل قصة الطبيبة أروى التي تقف في مواجهة الظلم، وتتصدى لكل يد باطشة لا تعرف إلا القوة الغاشمة، وتدافع عن أهالي قريتها، وعليها المضي مجبرة في طريق واحد لا تعرف نهايته، وهو طريق محفوف بالمخاطر والصراعات.


ووجه الناقد اليمني د. قائد غيلان انتقاداته للمسلسل الذي يُعرض خلال شهر رمضان على قناة بلقيس، حيث رأى أن العمل يعتمد على التصنيف التقليدي للشخصيات بين الخير المطلق والشر المطلق، وهو نهج تخلت عنه الدراما العربية منذ عقود.


ومن ضمن الأعمال أيضا مسلسل “الجمالية”، الذي تدور أحداثه في قالب اجتماعي معاصر، وهو من إخراج سيف الدين الوافي، وتأليف نور ناجي، وبطولة أشواق علي وفهد القرني ومحمد الأموي ومحمد قحطان وأماني الذماري وقاسم عمر وأحمد عبدالله حسين ونجيبة عبدالله ومنى الأصبحي ومروان المخلافي.


يستعرض العمل حكايات مجموعة من الشخصيات اليمنية التي تعيش في بيئة تتقاطع فيها قصص الحب والصراعات الداخلية، ويرتكز على موضوع “حب الوطن” وتعزيز المسؤولية الوطنية لدى المواطنين، إذ يظهر كيف أن تضحية الفرد بمصلحته الشخصية من أجل مصلحة الوطن هي السبيل لتحقيق التنمية والاستقرار في المجتمع، ويركز على أسرار الماضي وكيف يكون كشفها سببا في مواجهة الشخصيات لعواقب أفعالها، مما يضعها أمام تحديات كبيرة لا مفر منها.


كما يعرض هذا الموسم مسلسل “درة”، الذي صنف أيضا ضمن الدراما الاجتماعية ويُعتبر من أضخم الإنتاجات الدرامية اليمنية لهذا العام.


تدور أحداث المسلسل حول فتاة تُدعى دُرّة تتعرض للتشويه والابتزاز، مما يؤدي إلى تحطيم حياتها بلا ذنب. تنطلق في رحلة لإثبات براءتها، في إطار درامي يجمع بين الإثارة والتشويق والأكشن، ولا يخلو من المتعة والكوميديا. يعكس المسلسل الصراع بين الخير والشر، حيث يواجه البسطاء جبروت أصحاب الجاه والنفوذ، مؤكدا أن الكرامة لا تُشترى وأن الحق لا يُهزم.


ويضم المسلسل نخبة من نجوم الدراما اليمنية، منهم: محمد قحطان، أماني الذماري، عبدالله يحيى إبراهيم، مسار محمد وكمال طماح، والمسلسل من تأليف محمد صالح الحبيشي ومحمد فاروق، وإخراج ياسر الظاهري ومحمد فاروق.


وبعد نجاح جزئه الأول الذي عرض في رمضان الماضي، يعرض هذا العام الجزء الثاني من المسلسل الاجتماعي “دروب المرجلة” بطولة صلاح الوافي، أشواق علي، زين العابدين، غيداء وليد، أمل إسماعيل وآخرين.




وسيعرض أيضا مسلسل “دكتور خاص” الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي حول طبيب يمني يعود من فرنسا ليفتح عيادته الخاصة، حيث يلتقي يوميا بشخصيات جديدة من البيئة اليمنية، مما يخلق مواقف طريفة ومشوقة. والعمل من إخراج سيف الوافي وبطولة محمد قحطان ومجموعة من الممثلين الآخرين.


واللافت للانتباه أن كل الأعمال الدرامية لهذا الموسم تأتي اجتماعية بحكايات من واقع الحياة اليومية في اليمن، لكنها جميعا وجراء الحرب صورت في محافظة تعز اليمنية، التي أصبحت وجهة وحيدة لمنتجي الدراما اليمنية حيث تتوفر فيها بيئة مناسبة للإنتاج بسبب التنوع الجغرافي والتسهيلات الأمنية.


ورغم الجهود الكبيرة لتقديم أعمال درامية تواكب حركة الإنتاج العربي إلا أن الدراما اليمنية لا تزال موسمية، حيث يتسابق المنتجون سنويا لتقديم أعمال رمضانية تصور أغلبها في مدد زمنية متقاربة ما يمثل ضغطا على الممثلين الذين يشارك أغلبهم في أكثر من عمل.


وتواجه الدراما اليمنية منذ سنوات انتقادات حادة حيث يراها البعض منفصلة عن الواقع، ومن هؤلاء الكاتب سيف الحاضري الذي رأى في مقال له أن “الدراما اليمنية غائبة عن مرحلة الوعي وتهرب من المسؤولية الوطنية”.


وكتب الحاضري “بلاد تخوض حربا ضروسا منذ عشرين عاما ضد مشروع عقائدي وفكري طائفي يسعى إلى استعباد الشعب تحت ذرائع الوصاية الإلهية. كيف يمكن لمعركة بهذا العمق، ضحاياها الملايين من اليمنيين بين قتيل وجريح ومشرد، أن تبقى خارج إطار الدراما اليمنية؟”.


واعتبر أنه “من المخجل أن تُنفق الملايين من الدولارات على إنتاج مسلسلات لا تمت للقضية الوطنية بصلة، بينما تُترك معركة الوعي بلا أدوات تحصّن المجتمع من هذا المشروع الطائفي”.


أما الصحافي وليد البكس فرأى أنه “تقريبا لا توجد كتابة موجَّهة للعقل والعين معا، باتت أغلب الكتابات في زمن الأضواء واستقطاب المشاهدين موجهةً للعين فقط، ولهذا لا تصمد، وتنتهي بمجرد انتهاء الموسم، ويختفي بريق الأسلوب والمضمون.”


وتساءل في مقال له “الدراما اليمنية ما هي بالضبط؟ هي مرجعيتنا اليومية، وهي نظرة اليمني لذاته في المرآة؛ في شاشة التلفاز – إن صح التعبير – دون رتوش أو تحسين أو مكملات ضوئية، أو إضافة الألوان، تقبلتها أم لم تتقبلها؛ هذا أنت، وهذا واقعك؛ ماضيك وحاضرك”.