مازالت الأوساط السياسية والعربية والدولية تترقب نتائج القمة العربية التي انعقدت في القاهرة أول أمس، والتي تضمنت مخرجاتها 23 قرارا تصب جميعها في صالح القضية الفلسطينية، بينما يبقى سؤال يدور في أذهان المتابعين للموقف وماذا بشأن نزع سلاح حماس، باعتباره نقطة رئيسية؟
ويجيب اللواء أسامة محمود كبير، الخبير بكلية القادة والأركان المصرية لـ "العربية.نت" و"الحدث.نت"ويقول إن القيادي بالحركة سامي أبو زهري رد حول هذا الأمر وأوضح أن الحركة تتمسك بسلاحها وهذا خط أحمر بالنسبة لها، وهو ما اعتبرته إسرائيل ذريعة لوقف استكمال مسار هدنة وقف إطلاق النار، مشيراً إلى خطط عسكرية جديدة بحقيبة الجيش الإسرائيلي جاهزة للتنفيذ وبالأخص في إطار وجود رئيس جديد لهيئة أركان الجيش وهو آيال زامير الذي سيتسلم مقاليد منصبه رسميا من سابقه هرتزاي ها آليفي، اعتبارا من اليوم الخميس.
ويضيف الخبير المصري أن المعلومات المتوافرة حول رئيس الأركان الجديد تفيد بأنه شخصية ذات ميول عنيفة وهجومية ولديه شهية مفتوحة لممارسة فنيات وظيفته القتالية بعيدا عن أي سياسات تسوية أو مفاوضات هدنة أو وساطات دولية تعمل على استمرار الحفاظ على نزع فتيل الأزمة والحفاظ على ما وصلت إليه الأوضاع من حالة استقرار حالية حذرة ومتوترة.
ووفقا لتقدير الخبير المصري، فإن الحديث عن نزع سلاح حماس هو أمر مشار إليه ضمنيا في قرارات القمة، فالبند رقم 10 من القرارات الذي يؤيد دعم وتعزيز دور لجنة الإسناد المجتمعي وهي اللجنة التكنوقراطية التي من المفترض قيامها بإدارة شؤون القطاع في اليوم التالي للحرب والمؤلفة من شخصيات اعتبارية فنية ومتخصصة بمجالات الإدارة بمختلف أنواعها.
وذكر أن هذه اللجنة وافقت عليها أيضا حماس منذ 4 أشهر من خلال مباحثات مكثفة أديرت بالقاهرة تحت إشراف الجهات المعنية وبحضور ممثلين عن حماس والسلطة الفلسطينية، مضيفا أن لجنة الإسناد سيكون من ضمنها المختصون بالأمن بالقطاع ومعهم عناصرهم ووسائلهم ومعداتهم اللازمة لتسيير مهامهم ووظائفهم.
وأكد الخبير المصري أن هذه اللجنة ستتبع السلطة الفلسطينية بكامل الهيكل الوظيفي والتخصصي لها ومن هنا فإن حماس وبعد موافقتها على هذه اللجنة فإنها تدرك تماما أن موضوع ترك سلاحها هو مسألة وقت لا أكثر، مضيفا أن الأمر يعتمد فقط على آليات التنفيذ والحد الزمني لتفعيل إجراءات اللجنة شيئا فشيئا.
تأكيدا على ذلك كما يوضح اللواء كبير فإن ما يتسق مع هذا الحديث رد محمد مصطفى، رئيس وزراء فلسطين بالمؤتمر الصحافي الذي عقده مع أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية فور انتهاء أعمال القمة، وبسؤاله عن سلاح حماس، أجاب رئيس الوزراء الفلسطيني بأن هذا شأن داخلي فلسطيني يجري العمل بشأنه غير أنه لم يضع حيزا زمنيا ولو تقديريا لتمام التنفيذ وهذا أيضا أمر مفهوم، فالأزمة مازالت مستمرة بالقطاع وإسرائيل تتعمد إحداث الخروقات بحيثيات الهدنة وتتعنت في تنفيذ بنودها باستمرار وتتوعد بالحرب حالة عدم الموافقة على مطالبها.
في النهاية حسب ما يؤكد الخبير المصري فإن ترك حماس لسلاحها أمر سيحدث بكل الأحوال بمجرد تولي جهة أمنية فلسطينية خالصة ذات كفاءة فنية وقدرات عالية زمام الأمن والنظام في داخل القطاع، مشيرا إلى أنها فقط مسألة وقت لمنع نشوب الصراع مرة أخرى وتوحيد الصف الفلسطيني.