آخر تحديث :الإثنين - 24 فبراير 2025 - 02:03 ص

منوعات


زخة شهب 1833 ليلة المطر النيزكي التي غيرت العلم

الأحد - 23 فبراير 2025 - 11:41 م بتوقيت عدن

زخة شهب 1833 ليلة المطر النيزكي التي غيرت العلم

كتب/ الباحث الفلكي حسان المطري

في ليلة الثاني عشر من نوفمبر عام 1833، شهدت سماء أمريكا الشمالية واحدة من أعظم زخات الشهب في التاريخ، حيث تساقط ما يصل إلى 100 ألف شهاب في الساعة. بدا المشهد وكأنه "مطر من النار"، مما أثار الذعر بين الناس، حتى أن الكثيرين اعتقدوا أنها علامة على نهاية العالم.


بدأت هذه الظاهرة في الساعة العاشرة مساءً واستمرت حتى الفجر، حيث كانت الشهب ساطعة بما يكفي لحجب النجوم الخافتة. لم يكن تأثير هذه الزخة مقتصرًا على دهشة الناس فحسب، بل كان لها دور محوري في تطور علم الفلك. فقد دفعت العلماء إلى دراسة الشهب بشكل أعمق، مما أدى إلى ربطها بالمذنب تمبل-توتل، الذي يدور حول الشمس كل 33 عامًا.


حدث هذا المطر النيزكي عندما مرت الأرض عبر تيار كثيف من الحطام الذي خلفه المذنب. عند دخول الجسيمات الغلاف الجوي، احترقت محدثة مشهدًا مذهلًا. كان الحدث شديدًا لدرجة أن الشهب ظلت مرئية حتى في ضوء النهار، وأفاد المراقبون بأن السماء بدت وكأنها تشتعل بالأضواء المتساقطة.


إلى جانب تأثيره العلمي، كان للمطر النيزكي لعام 1833 أثر ثقافي عميق في أمريكا الشمالية. فقد ألهم موجة من الاهتمام العلمي بزخات الشهب، وأثار نقاشات دينية وفلسفية، حيث اعتبره البعض إشارة إلى نهاية الزمان.


تأملات دينية في الظاهرة

يذكرنا هذا الحدث بعظمة خلق الله سبحانه وتعالى، فكما قال في كتابه الكريم: "وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا" (الجن: 8). فالسماء مليئة بالآيات التي تدل على قدرة الله وحكمته، ومنها الشهب التي نراها كظاهرة طبيعية ولكنها في الحقيقة جزء من نظام كوني متكامل يسير بأمره.


كما أن مثل هذه الظواهر تدعونا للتفكر والتأمل في آيات الله في الكون، فكل ما يحدث في السماوات والأرض هو بقدره، قال تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ" (آل عمران: 190). فسبحان من أبدع هذا الكون وأودع فيه من الأسرار والعجائب ما يجعل الإنسان يقف خاشعًا أمام عظمته.