في موسم شهر رمضان المبارك وغيره من المناسبات الدينية يرتفع عادة الطلب على السلع والخدمات ومعه ترتفع الأسعار فوق ماهي عليه ، لكن هذه المرة في العام الحالي 2025 الأمور مختلفة تماما بالنظر إلى الوضع الإنساني والمعيشي الصعب وتضاءل مصادر سبل العيش ولا اقول العيش الكريم ولكنه العيش الذي يبقي الناس احياء ومع ذلك هزيلين جسمانيا نتيجة ارتفاع معدلات سوء التغذية والتي تكون أكثر بروزا بين الأطفال .
أمام هذه الأوضاع البالغة الصعوبة وفي هذه المناسبة الدينية العظيمة ندعو تجار الجملة واصحاب المولات التجارية ورجال المال والأعمال بالعمل الحثيث على إجراء تخفيض وازن وملموس في أسعار السلع الغذائية وتلك التي يرتفع الطلب عليها في شهر رمضان .
ولذلك نتوقع أن نسمع اعلانات عشية شهر رمضان المبارك ومبادرات طوعية من القطاع الخاص ممثلا بتجار الاستيراد وتجار الجملة واصحاب المولات بإلاعلان عن إجراء تخفيضات حقيقية ملموسة في أسعار السلع التي يرتفع الطلب عليها في شهر رمضان الكريم بحيث تكون هذه الإعلانات وازنة بشأن قائمة أسعار السلع الغذائية التي سيجري تخفيض اسعارها وهي كثيرة حتى تصبح في متناول الناس وليس اعلانات تسويقية كما جرت العادة وكما هو متبع في المناسبات الدينية التي يرتفع فيها الطلب
خاصةأن مواطني البلاد يستقبلون رمضان الكريم هذه السنة وأيديهم مرفوعة إلى السماء إذ يواجهون ظروف اقتصادية ومعيشة بالغة الصعوبة والتعقيد لم يسبق أن واجهوها على هذا النحو وعلى هذا المستوى الذي جعلهم لايستطيعون بدخولهم التي تٱكلت بفعل تدهور قيمة العملة الوطنية بمستوى قياسي وغير مسبوق بالتزامن مع تضخم جامح في أسعار السلع والخدمات في هذه الظروف المعيشية فقد أصبحت رواتب أصحاب الدخل المحدود لا تفي بثلث احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
أما عن الأسباب والعوامل التي جعلت البلاد تصل إلى هذا الوضع فلا نحتاج لذكرها فقد أصبحت معروفة لدى القاصي والداني وتعبنا من تكرارها .
لكن مانود التأكيد عليه أنه وفي هذه الظروف الانسانية البالغة الصعوبة وحجم المعاناة وافتقار الناس للغذاء والدواء مع ارتفاع معدلات سوء التغذية وعدم قدرة معظم الناس على توفير الجزء الأكبر من احتياجاتهم الغذائية فإننا من جديد نطالب رجال الأعمال بمختلف فئاتهم وتجار الجملة وكل أصحاب الفائض أن يتلمسوا أصحاب الندرة من اولئك الناس الذين ترتفع معاناتهم الإنسانية وتصل إلى حد الفاقة و الجوع .
هذا الموقف من رجال المال والأعمال والتجار بمختلف فئاتهم أن حصل سيعوض جزئيا الناس على الأقل في هذه المناسبة الدينية العظيمة عن خيبات الامل بدولتهم وحكومتهم والتي تخلت عن مواطنيها ولم تعد دولة راعية ولا اقول دولة رفاة..
في هذا السياق دعونا مرة أخرى وثانية ان نجدد دعوتنا تجار الجملة والمستوردين أن يتنافسون تحت رعاية الغرف التجارية والصناعية في الاعلان عن إجراء تخفيضات في الأسعار تشمل قائمة كاملة من السلع ، على أن تكون هذه التخفيضات ملموسة وحقيقية وبنسب مرتفعة وفي نفس الوقت فإننا ندعو وزارة التجارة والصناعية وفروعها والمجالس المحلية بالعمل الجاد والمخلص على مراقبة الأسعار واتخاذ الإجراءات القانونية السريعة ضد المخالفين وحتى يتم البت سريعا في المخالفات فاننا ندعو المحاكمة ورجال القضاء أن يبقون هذه المرة على الدوام الرسمي في شهر رمضان الكريم فوقوفهم مع المواطنين في هذه الفترة الحرجة سيحضى بالتقدير .
24.فبراير 2025