آخر تحديث :الأحد - 23 فبراير 2025 - 08:00 م

الصحافة اليوم


تعرف على ترتيب اليمن في مؤشر القوة الناعمة لعام 2025.

الأحد - 23 فبراير 2025 - 01:55 م بتوقيت عدن

تعرف على ترتيب اليمن في مؤشر القوة الناعمة لعام 2025.

عدن تايم/ العرب

أثرت الصراعات الإقليمية سلبا على أداء دول الشرق الأوسط في مؤشر القوة الناعمة لهذا العام، بما في ذلك السعودية وقطر وإسرائيل، التي شهدت ركودًا أو انتكاسات بعد سنوات من المكاسب، غير أن الإمارات استطاعت الاحتفاظ بالمركز العاشر عالميا وفقا لنتائج شركة الاستشارات التجارية والتسويقية “براند فايننس”.


وكشفت نتائج عام 2025، التي تم الإعلان عنها في المؤتمر السنوي للقوة الناعمة في لندن الخميس، عن انخفاضات كبيرة في الدول المتورطة في صراعات -بما في ذلك إسرائيل ولبنان والسودان وأوكرانيا وروسيا- ما أدى إلى تراجع كبير في أداء المنطقة. وتصدرت الولايات المتحدة مؤشر القوة الناعمة لعام 2025.


وقال أندرو كامبل، المدير الإداري لشركة براند فايننس الشرق الأوسط “بعد سنوات من مكاسب القوة الناعمة، ستفقد دول الخليج بعض الزخم في عام 2025، باستثناء الإمارات. وفي حين تظل موضع إعجاب بسبب نفوذها وسياساتها الصديقة للأعمال، فإن المشاركين من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا ينظرون إلى المنطقة بشكل أقل إيجابية من ذي قبل.”


واحتفظت الإمارات بالمركز العاشر بشكل عام، وسجلت درجات عالية في تصورات النفوذ (المركز الثامن)، والعلاقات الدولية (التاسع)، والأعمال والتجارة (العاشر). كما صعدت إلى المركز الثاني عالميًا لكونها “من السهل ممارسة الأعمال التجارية فيها ومعها”. واحتلت المرتبة العاشرة في “إمكانات النمو المستقبلي” و”الاقتصاد القوي والمستقر”. وكان هذا مدفوعًا بالقوة المالية، ومناخ الاستثمار الإيجابي، والتنويع الاقتصادي المستمر.


السعودية التي كانت واحدة من أسرع الدول صعودًا في السنوات الأخيرة، تراجعت مركزين إلى المرتبة العشرين


ويشمل تصنيف القوة الناعمة عدة مؤشرات، عددها 55 مؤشرا، ومنها الاقتصاد والتجارة والعلاقات الدولية والعلوم والتعليم والثقافة والتراث والعدل والإعلام والاستدامة وفرص النمو المستقبلي والكرم والعطاء والتكنولوجيا والابتكار والاستثمار في اكتشاف الفضاء والسياحة والعمل وغيرها الكثير.


واستطلع المؤشر، الذي وصفته شركة براند فايننس بأنه “الدراسة الأكثر شمولاً حول تصورات العلامات التجارية الوطنية،” آراء 170 ألف مشارك في أكثر من 100 سوق.


وأشار كامبل إلى أنه في حين حققت المنطقة مكاسب مطردة في السنوات الأخيرة، فإن المؤشر الأخير يعكس “تحولاً في المشاعر في الشرق الأوسط الأوسع وآسيا تجاه السعودية والإمارات،” ما أدى إلى استقرار أدائهما.


وتراجعت السعودية، التي كانت واحدة من أسرع الدول صعودًا في السنوات الأخيرة، مركزين إلى المرتبة العشرين بعد ارتفاعها ثمانية مراكز منذ عام 2020. ولئن توقفت المملكة في مقاييس رئيسية مثل الألفة والتأثير والسمعة، فقد استمرت في إحراز تقدم كبير في الفئات القائمة على الإدراك.


ومصطلح القوة الناعمة، الذي صاغه عالم السياسة الأميركي جوزيف ناي في تسعينات القرن العشرين، يشير إلى قدرة الأمة على تحقيق النفوذ من خلال الإقناع بدلاً من الإكراه أو الحوافز المالية. وقد كانت القوة الناعمة عنصراً أساسياً في إستراتيجية رؤية السعودية 2030، حيث أدت الاستثمارات الكبيرة في مختلف الصناعات إلى دفع نموها في التصنيفات خلال السنوات الأخيرة. ويتماشى هذا مع تطلع المملكة إلى تنويع اقتصادها وجذب الاستثمارات والمواهب الأجنبية، وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية.



وأُجري الاستطلاع بين شهري سبتمبر ونوفمبر، ما يعني أن التطورات الرئيسية -مثل وقف إطلاق النار في لبنان، ونهاية نظام بشار الأسد في سوريا، والهدنة في غزة- لم يتم استيعابها بالكامل ضمن المؤشر.


وكان الوضع المتطور بسرعة في المنطقة وغيرها من مناطق الصراع النشطة محور التركيز الرئيسي في مؤتمر الخميس. وأكد المتحدثون، بمن فيهم الرئيس البولندي السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام ليش فاونسا ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري ورئيسة الوزراء الفنلندية السابقة سانا مارين، على عودة القوة الصارمة -الإكراه العسكري والاقتصادي- كعامل حاسم في كيفية تصور الدول على الساحة العالمية.


وقال مايكل كلارك، الزميل المتميز والمدير العام السابق لمعهد الخدمات المتحدة الملكي للدفاع والأمن، لصحيفة “عرب نيوز” إنه على عكس الاعتقاد السائد فإن “القوتين الناعمة والصلبة ليستا ميزانًا حيث ترتفع إحداهما وتنخفض الأخرى. بل إنهما تميلان إلى الصعود أو الهبوط معًا.” وأكد أنه في حين “نشهد تركيزًا أكبر بكثير على سياسات القوة الصلبة” لا ينبغي للدول أن تتجاهل دور القوة الناعمة.


وأضاف أن التأثير الجيوسياسي طويل الأجل للتحركات الإسرائيلية الأخيرة لا يزال غير مؤكد، وخاصة مع بدء ولاية ترامب الثانية. وفي خضم ديناميكيات القوة المتغيرة في المنطقة، اقترح أن انتقال سوريا بعد الأسد قد يؤثر بشكل كبير على مكانتها في القوة الناعمة في العام المقبل. وأضاف أن “إعادة تشكيل الشرق الأوسط” قد تقدم أيضًا فرصة لدول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، لتعزيز جاذبيتها للقوة الناعمة مع استمرار تطور المشهد الجيوسياسي في المنطقة.


وفي ظل الصراعات المستمرة والديناميكيات العالمية المتغيرة ذكر ماهر ناصر، المفوض العام للأمم المتحدة في إكسبو 2025 ومدير إدارة الاتصالات العالمية، أن الأمم المتحدة تظل “المنصة الأكثر تمثيلا على هذا الكوكب،” مؤكدا أن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال “خلق الظروف للثقة واستخدام القوة الناعمة لتحقيق الأهداف،” وهو مبدأ في صميم مهمة الأمم المتحدة.


وشهد مؤشر هذا العام احتفاظ الولايات المتحدة بمركزها الأول، بينما تفوقت الصين على المملكة المتحدة لتحتل المركز الثاني. ومن بين الدول العربية احتلت مصر المرتبة 38، والكويت المرتبة 40، وعمان المرتبة 49. وتبعها المغرب والبحرين والأردن في المراكز 50 و51 و58 على التوالي، بينما احتلت الجزائر المرتبة 78، وتونس المرتبة 79، ولبنان المرتبة 91، واليمن المرتبة 122 -حيث ارتفعت 27 مركزًا بسبب التحسينات في الحوكمة والعلاقات الدولية والتعليم والعلوم. واستكملت سوريا (المرتبة 127) وليبيا (المرتبة 133) الترتيب.