آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 09:03 ص

كتابات واقلام


كن عوناً لا عبئاً

الجمعة - 21 فبراير 2025 - الساعة 05:40 م

عارف عادل ابو الخضر
بقلم: عارف عادل ابو الخضر - ارشيف الكاتب


عندما يطرق بابك محتاج، سواء كان جاراً، أو زميلاً، أو عابر سبيل، فلا تنظر إليه بعين المتفضل، بل بعين الأخ والصديق. اعلم أن الحاجة لم تكن يوماً خياراً، بل أجبرته قسوة الظروف على مدّ يده، وربما كان بالأمس هو المعين والمغيث، لكنه اليوم في موقع المحتاج.

لا تجرح مشاعره، لا تكسر كرامته، ولا تردّ عليه بكلماتٍ تجعله يتمنى لو أن الأرض انشقت وابتلعته بدلًا من أن يطلب العون منك. كن رحيمًا، فالكلمة الطيبة صدقة، ومد يد العون بحب وإخلاص دون مِنّة أو أذى، فربما تكون مساعدتك له سببًا في إنقاذ حياته، وربما يكون جرحك له بالكلام سببًا في ألمه النفسي أو حتى موته قهرًا.

في ظل الغلاء الفاحش الذي أثقل كاهل الكثيرين، ومعاناة المرضى وكبار السن الذين لا يجدون معيلًا، أصبح التكافل والتراحم واجبًا على كل فرد في المجتمع. لا تدع المحتاج يشعر بالإذلال، بل اجعل مساعدتك له بابًا للأمل وسندًا يعينه على تجاوز محنته.

ها هو شهر رمضان يقترب، وهو شهر الرحمة والمغفرة والعطاء. تفقدوا أقاربكم، جيرانكم، وأولئك الذين لا يُسمعون شكواهم ولا يظهر فقرهم. هناك من يعاني بصمت، وهناك من يخجل من الطلب رغم حاجته الملحة. لا ترد يد محتاجٍ عزيز نفس، فقد تكون أنت السبيل الوحيد لفرحته، أو تكون بجرحك له سببًا في إحباطه وضعفه.

انتبهوا لكلماتكم، فرُب كلمةٍ تقتل
لا تقتلوا بألسنتكم، فكلمة قاسية قد تكون أكثر إيلاماً من الجرح الجسدي. لا تحتقروا فقيراً، ولا تستهزئوا بمكلوم، فجراح القلوب لا تلتئم بسهولة. كونوا سببًا في نشر الخير والسعادة، ولا تكونوا سببًا في كسر النفوس وإحباطها.

ساعدوا، تراحموا، وتذكروا دائماً ما نقص مالٌ من صدقة، وما ازداد عبدٌ بعفو إلا عزا.