تنامت انتهاكات مليشيات "المرور" التابعة للحوثيين بحق سائقي مركبات الأجرة في مدينة صنعاء والتي وصلت من الابتزاز المالي إلى الضرب المبرح.
آخر هذه الحوادث التي هزت الرأي العام، ما تعرض له سائق باص (مركبة صغيرة) على يد أحد عناصر مليشيات المرور التابعة للحوثيين من ضرب مبرح وذلك أمام عدسات الكاميرا وسط شوارع العاصمة صنعاء.
ويظهر مقطع مصور عنصرا من مليشيات المرور الحوثية يدعى "محمد الحسني" وهو يعتدي لفظيا وجسديا على سائق انهار باكيا وعجز عن مقاومة اللكمات على رأسه وجسده.
وتفرض ما يسمى شرطة "الضبط المروري" والتي تعد عصا غليظة لزعيم المليشيات عبدالكريم الحوثي وسط الشارع اليمني، إجراءات تعسفية بحق السائقين.
تبرير واعتراف
وسارعت مليشيات الحوثي عبر ما يسمى "إدارة شرطة المرور في صنعاء"، لإصدار بيان تبرر فيه الواقعة وزعمت توقيف العنصر، وإحالته للتحقيق، في محاولة للسيطرة على القضية التي هزت الرأي العام.
وكان الفيديو أثار استياء واسعًا بين اليمنيين لاسيما سائقي المركبات الأجرة الذين يعانون بالفعل من جبايات وانتهاكات المليشيات الحوثية المنتشرة بالشوارع في مدن ومحافظات شمال البلاد.
من جهته، كتب الناشط الإعلامي عرفات الزمر أن الواقعة تعد "مشهدا صادما يجسد الظلم الصارخ الذي يتعرض له المواطن البسيط تحت أعين الجميع في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي".
وأضاف أن ضرب رجل مرور حوثي لسائق الباص البسيط الذي خرج للعمل بشرف ليؤمّن لقمة العيش لأسرته يكشف أن عناصر المليشيات بدلا عن حماية المواطنين وخدمتهم يقومون بابتزازهم بقوة السلاح.
ليست الأولى
لم تكن واقعة ضرب عنصر مليشيات مرور الحوثيين لسائق الباص هي الأولى، إذ سبق ووثقت عدسات المواطنين عديد الوقائع المماثلة والتي تكشف حجم البطش الذي يمارسه الانقلابيون.
في يناير/كانون الثاني الماضي، شهدت منطقة شميلة في العاصمة صنعاء حادثة اعتداء مثيرة للجدل، حيث تعرض سائق لاعتداء جماعي من قِبَل مجموعة تُقدر بعشرة رجال مرور، بينهم رئيس مرور منطقة شميلة نفسه.
ورغم أنه تم تداول الحادثة على نطاق واسع وأثارت استنكارا واسعا، التزمت مليشيات الحوثي الصمت ولم تتخذ أي إجراءات تأديبية لعناصرها المتورطين في هذه الواقعة، وفقا لتقارير إعلامية.