آخر تحديث :الثلاثاء - 11 فبراير 2025 - 04:27 م

عرب وعالم


الشرع يروي ماضيه مع «القاعدة» ويعلق على خطة تهجير غزة

الثلاثاء - 11 فبراير 2025 - 11:09 ص بتوقيت عدن

الشرع يروي ماضيه مع «القاعدة» ويعلق على خطة تهجير غزة

عدن تايم/ العين

من أقصى العالم إلى أدناه، ينصب التركيز على مستقبل سوريا، وتبرز العديد من الأسئلة على السطح، حول ما حدث، وما ينتظر أن يحدث.


في هذا السياق، قدم الرئيس السوري، أحمد الشرع، إجابات حول أسئلة عدة، في مقابلة بودكاست مع أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وروري ستيورات، الوزير البريطاني المحافظ السابق.


وخلال "البودكاست"، شرح الشرح مسيرته منذ الطفولة إلى الرئاسة، بل وتحدث عن فترته في العراق، وعلاقته بتنظيم "القاعدة". 


"مرحلة العراق"


تحدث الشرع بأنه بدأ التفكير في تغيير الوضع السياسي في سوريا منذ أن كان في التاسعة عشرة من عمره.


وقال: "كنت أسير في أزقة دمشق القديمة وأرى التاريخ يتحدث في كل زاوية، لكن في الوقت نفسه، كنت أرى حال البلد وكيف يحكمه النظام. كنت مقتنعا بأن هذا النظام يجب أن يزول".


وعن قراره بالذهاب إلى العراق، أوضح الشرع: "لم تكن لدينا الإمكانيات أو الخبرة الكافية، فقررت الذهاب إلى أي مكان يمكنني اكتساب الخبرة فيه".


وأضاف: "التوقيت تزامن مع مقدمات دخول القوات الأمريكية إلى العراق، وكان هناك تفاعل عربي وإسلامي كبير ضد هذا التدخل".


وأشار إلى أنه كان لديه هدفين من الذهاب إلى العراق، الأول: هو اكتساب خبرة من خلال مشاهدتي لحرب كاملة، والثاني هو الدفاع عن أهل العراق.


وتابع: "عملت مع فصائل متعددة، لكنها بدأت تتقلص وانضوت تحت فصيل واحد، ووجدت نفسي ضمنه".


المرحلة الانتقالية


وحول المرحلة الحالية، قال الشرع إن سوريا تمرّ بمراحل عديدة، مضيفا أن الأولوية كانت لتثبيت الحكومة ومنع انهيار مؤسسات الدولة.


هنا، قال الشرع "كان هناك حكومة إدلب جاهزة لتولي المسؤولية بمجرد السيطرة على دمشق، ثم منح الإدارة الجديدة 3 أشهر لهذا الهدف".


ثم أضاف: "تمّ تعيين الرئيس وفقاً للأعراف الدولية بعد التشاور مع خبراء دستوريين، إذ إن القوات المنتصرة عينت الرئيس، وألغت الدستور السابق، وحلّت البرلمان القديم". 


وحول ما تبقى من المرحلة الانتقالية، أوضح الشرع أن سوريا ستنتقل إلى الحوار الوطني، الذي سيشمل طيفا واسعا من المجتمع، وسيؤدي إلى توصيات تمهّد لإعلان دستور جديد.


ووفق الرئيس السوري فإنه، من المقرر تشكيل برلمان مؤقت يتولى هذا البرلمان تشكيل لجنة دستورية لصياغة الدستور الجديد.


توحيد الفصائل


الشرع أجاب على سؤال آخر مهم متعلق بجمع الفصائل المتناحرة منذ سنوات طويلة، إذ كشف أنه "استخدم أسلوب الإقناع والحوار مع الجميع حتى توصلوا إلى صيغة مناسبة للعيش معا وتحقيق أهداف الثورة".


وقال إن "كثيرا من هذه الفصائل بات على هذا النهج.. ومن خلال التجربة والوعي والحوار المكثف تم الأمر"، مضيفا "توصلنا إلى نتائج إيجابية للغاية من دون الحاجة إلى القتال فيما بيننا". 


ونجح هجوم شنته فصائل المعارضة المسلحة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، في إسقاط نظام بشار الأسد، الذي لجأ إلى روسيا مع عائلته بعد حرب استمرت 13 عاما.


وبعد أقل من شهرين على الإطاحة بالأسد، أعلنت الفصائل المسلحة في سوريا إسناد منصب رئيس البلاد في المرحلة الانتقالية إلى أحمد الشرع، كما قررت حل نفسها، والبرلمان، وتكليف الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية، والانضواء تحت لواء وزارة الدفاع.




الجيش الجديد


فيما يتعلق بالجيش، قال الشرع، إن آلاف المتطوعين ينضمون الى الجيش السوري الجديد، عقب إطاحة نظام الأسد.


وأضاف أنه لم يفرض التجنيد الإجباري بل اختار التجنيد الطوعي، قبل أن يقول إن الآلاف انضموا إلى الجيش السوري الجديد.


الشرع مضى موضحا أن عددا كبيرا من الشبان فروا من سوريا هربا من التجنيد الإجباري الذي فرضه النظام السابق وشكل الهاجس الأكبر للسوريين، بعد اندلاع النزاع عام 2011.


وخسر الجيش السوري الذي كان عديد قواته المقاتلة 300 ألف عنصر قبل بدء النزاع، وفق تقديرات، نصف عناصره الذين قتلوا خلال المعارك أو فروا أو انشقوا.


وفتحت الإدارة الجديدة منذ تسلمها السلطة عشرات المراكز لتسوية أوضاع الجنود السابقين بعد صرفهم من الخدمة.


وكرر الشرع خلال المقابلة المطالبة برفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا. وقال إنه يلمس إجماعا لدى زوار دمشق على ضرورة رفعها، موضحا أن بلاده تواجه تحديات أمنية كبرى، وأحد الحلول المباشرة لها هو بتحقيق التنمية الاقتصادية.


وشدد على أن من دون تحقيق نمو اقتصادي، لن يكون هناك استقرار وهذا من شأنه أن يجرَّ الفوضى وانعدام الأمن.


رفض التهجير


الأكثر من ذلك، علق الرئيس السوري، على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن نقل سكان قطاع غزة خارجه.


ومضى قائلا إنه "ليس من الأخلاق البشرية ولا السياسية أن يتصدر ترامب لإخراج الفلسطينيين من أرضهم".


وأضاف أنه "لا يوجد هناك أي قوة تستطيع أن تجبر أهل الأرض أن يهجروا من أرضهم"، وذكر أن تلك "جريمة كبيرة جدا، لا يمكن أن تحدث، ولا أعتقد أنها ستنجح".


وتابع أن "العديد من الدول حاولت القيام بذلك، لكنها جميعا فشلت"، مضيفا: "خاصة خلال الحرب الأخيرة على غزة، تحمل الناس على مدار العام ونصف العام، الألم والقتل والدمار، ولم يقبلوا الخروج من أرضهم".