تحتضن مدينة عدن العديد من المواقع السياحية والأماكن الطبيعية الساحرة، إلا أن الحرب طمست معالمها، ما جعل الكثيرين يجهلون قيمتها رغم تنوعها وثرائها.
ولا تقتصر مميزات عدن على شواطئها ومتنفساتها، بل تضم قلاعًا تاريخية، ومعالم أثرية، وشواهد دينية تعكس تاريخ التعايش فيها، إلى جانب صروح اقتصادية كان لها دور بارز في دعم الاقتصاد اليمني لعقود.
مبادرة شبابية لإحياء التراث
سعيًا لتعريف المجتمع بهذه المواقع والمعالم، أطلق شباب من عدن مبادرة ثقافية تهدف إلى استكشاف هذا الإرث الغني عبر رحلة شبابية، استكشافية، سياحية وثقافية، تحت عنوان "الباص الثقافي".
نُظّمت الرحلة من قِبل ملتقى بصمة الرياضي والثقافي في مديرية البريقة، وركزت على تعريف الشباب بأبرز المعالم السياحية والاقتصادية والمواقع الأثرية والتاريخية في المدينة، إضافة إلى استكشاف متنفساتها الطبيعية.
استكشاف معالم البريقة
قال رئيس الملتقى، محمد الحامدي، إن الهدف الأساسي من تنظيم الرحلة هو تسليط الضوء على المعالم الثقافية والسياحية في مديرية البريقة وتعريف الشباب بأهميتها.
وأضاف الحامدي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الرحلة التي شارك فيها نشطاء وشباب من مختلف مديريات العاصمة المؤقتة عدن، تسعى لتعزيز الوعي السياحي والثقافي لدى الجيل الجديد.
وأشار إلى أن المبادرة تُبرز التراث الثقافي والطبيعي لمدينة عدن، مع التركيز على مكانة البريقة، التي تُعد وجهة سياحية تجمع بين التراث والتاريخ والطبيعة الخلابة.
كما أكد أن هذه المبادرة تُعيد توجيه الأنظار إلى أهمية السياحة، وتعكس دور شباب عدن في إبراز الوجه الحضاري والسياحي للمدينة رغم تحديات الحرب.
مسار الرحلة
بدأت الرحلة بزيارة مملاح الفارسي، وهو موقع يعود لرجل من أصول فارسية كان يعمل في استخراج الملح وبيعه، وسُميت المنطقة المحيطة به باسمه.
بعد ذلك، انتقل المشاركون إلى شركة مصافي عدن، حيث استمعوا إلى شرح قدّمه الأستاذ ناصر الأعوج حول تاريخ الشركة، وتأسيسها، وأهميتها الاقتصادية لليمن.
ثم توجه الباص إلى منطقة صلاح الدين، حيث زار المشاركون كنيسة فاليس، التي بُنيت خلال فترة الاستعمار البريطاني، وتُعد إحدى أبرز معالم التعايش الديني في المدينة.
كما تضمنت الرحلة زيارة قلعة الغدير، التي تُعد وجهة سياحية شهيرة لمرتادي ساحل الغدير، ويصعد إليها الزوار عبر سلالم حجرية يبلغ عدد درجاتها نحو 1204.
وقدّم المرشد ناصر الأعوج شرحًا عن القلعة، التي شُيدت على قمة جبل أبو قيامة، متحدثًا عن الإهمال الذي طالها رغم أهميتها التاريخية والسياحية.
وكانت آخر محطات الرحلة زيارة سريعة إلى ميناء الزيت، تلتها جولة بحرية عبر سفينة تاج نور عدن التابعة لشركة مصافي عدن.
إشادة واسعة بالمبادرة
حظيت مبادرة "الباص الثقافي" بتفاعل وإعجاب واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الكثيرون بالفكرة، داعين رجال الأعمال والسلطات المحلية لدعم هذه الجهود الشبابية في الترويج السياحي والثقافي لعدن والمناطق المحررة.