آخر تحديث :الخميس - 06 فبراير 2025 - 05:46 م

عرب وعالم


العالم ينتظر مرور زوبعة "ريفييرا الشرق الأوسط" قبل الحديث عن استكمال موضوع الهدنة

الخميس - 06 فبراير 2025 - 03:14 م بتوقيت عدن

العالم ينتظر مرور زوبعة "ريفييرا الشرق الأوسط" قبل الحديث عن استكمال موضوع الهدنة

عدن تايم/ العرب

أثار حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وترحيل سكانه وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” استهجانا دوليا واسعا وصدمة عارمة، في وقت يبدو فيه المقترح أقرب إلى زوبعة تهدف إلى شد الأنظار إلى فكرة أن ترامب رئيس مختلف وعملي حاسم. وسيحتاج العالم إلى بعض الوقت للعودة إلى استكمال موضوع الهدنة وتبادل الأسرى وضخ المساعدات لإنقاذ القطاع المدمر.


وأدلى الرئيس الأميركي بمقترحه الثلاثاء بعد استقباله في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تفاجأ بدوره بالخطة ووصف ترامب بأنه “يفكر خارج الصندوق،” أي من خارج التوازنات الإقليمية والدولية وتعقيدات الوضع في الشرق الأوسط.


وفي خطة تفتقر إلى التفاصيل حول كيفية ترحيل حوالي مليوني فلسطيني أو السيطرة على غزة، قال ترامب إنه سيجعل القطاع المدمّر بسبب الحرب مكانا “مذهلا” عبر إزالة القنابل غير المنفجرة والأنقاض وإعادة تطويره اقتصاديا.


خطة ترامب يمكن أن تمثل تحديا خطيرا للولايات المتحدة نفسها، في ظل صعوبة تنفيذها، والمحاذير التي تطرحها مغامرة السيطرة على غزة عسكريا وتهجير سكانها


ولا تجد الخطة مشروعية في القانون الدولي ولا مسوغات سياسية في منطقة تحتاج إلى التعافي من مخلفات الحرب وليس الخوض في مغامرة جديدة قد توسع دائرة الفوضى والعنف وتخلق مناخا مثاليا للجماعات المتطرفة.


وسعت الدوحة إلى تلافي الحديث عن خطة ترامب، التي لا تزال مجرد فكرة فضفاضة، والعودة بالنقاش والبحث إلى ملف الهدنة وكيفية تنفيذ المرحلة الثانية، التي يطالب بها الفلسطينيون والإسرائيليون لتبادل الأسرى.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في مقابلة مع فوكس نيوز الأربعاء، إن قطر -أحد الوسطاء الرئيسيين في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة- منشغلة بأمر المرحلة الثانية من الاتفاق ومن السابق لأوانه الحديث عن الفلسطينيين والتهجير.


وأضاف الأنصاري “نعلم أن هناك صدمة كبيرة لدى الجانب الفلسطيني في ما يتعلق بالتهجير. ومع ذلك فإننا نقول مجددا إن الحديث عن ذلك سابق لأوانه لأننا لا نعلم كيف ستنتهي الحرب.”


ولم يرد ترامب بشكل مباشر على سؤال عن كيف ستستطيع الولايات المتحدة الاستيلاء على أرض غزة واحتلالها على المدى الطويل وتحت أي سلطة يمكنها فعل ذلك في القطاع، وهو موطن لنحو مليوني شخص.


ورأى تامر موريس، خبير القانون الدولي في جامعة سيدني بأستراليا، أن خطاب الرئيس الأميركي خطير، و”أن الطريقة المرتجلة التي يطرح من خلالها ترامب أمورا مثل السيطرة على الأراضي ونقل السكان توحي بأن القواعد يمكن خرقها بسهولة.”


وذكّرت الأمم المتحدة الأربعاء بأن القانون الدولي يحظر بشدة أي نقل قسري أو ترحيل للسكان من الأراضي المحتلة.




ويمكن أن تمثل الخطة تحديا خطيرا للولايات المتحدة نفسها، في ظل صعوبة تنفيذها، والمحاذير التي تطرحها مغامرة السيطرة على غزة عسكريا وتهجير سكانها.


وقال جوناثان بانيكوف، النائب السابق لمسؤول المخابرات الوطنية الأميركية للشرق الأدنى، إن خطة ترامب تعني التزاما عسكريا أميركيا طويل الأمد، وإذا وجدت طريقها إلى التنفيذ فسوف ينظر إليها العالم العربي على أن واشنطن لم تتعلم الدروس من التدخل في العراق وأفغانستان.


ولا تزال المستنقعات التاريخية التي غرقت فيها الولايات المتحدة على التوالي في فيتنام وأفغانستان والعراق، راسخة في الذاكرة الأميركية.


وخلافا لما يعتقده ترامب، ستضع فكرة التهجير حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط تحت الضغط، ولا أحد يقدر على مجاراته أو السكوت عن فكرة “ريفييرا الشرق الأوسط” لأن القبول بها سيجر إلى تحديات سياسية وأمنية كبيرة.


وقالت إميلي هاردينغ من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن “توقعوا أن تنتقل ردود الفعل من الارتباك إلى الاستنكار، مع تظاهرات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه في الأيام المقبلة.”



وسيكون الأمر بمثابة قشة نجاة لحماس وحزب الله للعودة إلى الواجهة بعد خسارة الحرب واهتزاز صورتهما، كما أنه يعطي مشروعية لشعارات إيران بشأن غزة، وكذلك التنظيمات الإسلامية المتشددة التي فقدت مبررات وجودها في السنوات الأخيرة.


وأشار دبلوماسي أوروبي في القدس إلى أن مقترح ترامب يتناقض مع شعاره “أميركا أولا”، مضيفا “لكنه يعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام، وأن هذه ليست حربا وليست أفغانستان وليست العراق. وهو يظن حقا أنه سيتمكن من إقناعهم… وهذا هو الأمر المقلق للغاية.” ولا يبدو أن الإسرائيليين أنفسهم يشعرون بواقعية خطة ترامب، بمن فيهم اليمين المتطرف الذي يصفق لها.


يقول ديفيد خلفا، مؤلف كتاب “إسرائيل – فلسطين، العام صفر”، إن “الأكثر اعتدالا في البرلمان يهنئ ترامب ولكنه يعرب عن شكوكه بشأن إمكانية تنفيذ مشروعه.”


وقال زعيم المعارضة يائير لبيد “في الأساس، لا يمكن للإسرائيليين أن يكتفوا بانتظار أن يضع الأميركيون خططا للخروج من الأزمة.” وفسر الباحث هذا التصريح بالقول إن لبيد “يعتقد أن خطة ترامب غير واقعية، حتى أنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية.”


وكان ترامب دعا الثلاثاء الأردن ومصر مرة أخرى إلى استقبال سكان غزة، قائلا إن الفلسطينيين هناك ليس لديهم بديل سوى مغادرة القطاع الساحلي في أثناء إعادة بنائه بعد حرب طاحنة بين إسرائيل وحماس. لكن هذه المرة قال ترامب إنه سيدعم إعادة توطين الفلسطينيين “بشكل دائم”، متجاوزا اقتراحاته السابقة التي رفضها الزعماء العرب بشدة.




وقال ترامب للصحافيين “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعملنا معه أيضا. سنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى في الموقع.” وأضاف “إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك، وسنستولي على تلك القطعة، وسنطورها، وسنوجد الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئا يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به.”


وأردف “أتوقع ملكية طويلة الأمد وأرى أن ذلك سيجلب استقرارا كبيرا لهذا الجزء من الشرق الأوسط،” مضيفا أنه تحدث إلى زعماء المنطقة وأيدوا الفكرة. وتابع ترامب قائلا “لقد درست هذا الأمر عن كثب على مدى أشهر عديدة،” وذكر أنه سيزور غزة ولكن دون أن يحدد الموعد.


وعندما سُئل عمن سيعيش هناك قال إنها قد تصبح موطنا “لشعوب العالم” وتوقع أن تصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”، بعد أن سوى الهجوم العسكري الإسرائيلي مساحات شاسعة منها بالأرض. وجاءت العملية الإسرائيلية بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.